عنوان الكتاب: سيرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى

أقوال السلف في زهد الإمام مالك بن أنس رحمه الله

قال القاضي عياض المالكي رحمه الله تعالى: قال الزبير بن حبيب رحمه الله تعالى: كنتُ أرى الإمام مالكًا رحمه الله تعالى إذا دخل الشهر أحيا أوّلَ ليلةٍ منه، وكنتُ أظنّ إنّما يفعل هذا ليفتتح به الشهر[1].

وقالت فاطمة بنت الإمام مالك بن أنس رحمهما الله تعالى: كان مالك يصلّي كلّ ليلة حزبه، فإذا كانتْ ليلة الجمعة أحياها كلّها[2].

وقال سيدنا المغيرة رحمه الله تعالى: خرجتُ ليلةً بعد أنْ هجع الناسُ هجعةً، فمررتُ بالإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى فإذا أنا به قائم يصلّي، فلمّا فرغ من ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ابتدأ بـ ﴿أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ ۱ حتّى بلغ ﴿ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ ٨ [التكاثر: ٨]، فبكى بُكاءًا طويلًا وجعل يردّدها ويبكي وشغلني ما سمعتُ ورأيتُ منه عن حاجتي الّتي خرجتُ إليها، فلم أزل قائمًا وهو يردّدها ويبكي حتّى طلع الفجر، فلمّا تبيّن له ركع فصرتُ إلى منزلي فتوضأتُ ثمّ أتيتُ المسجد، فإذا به في مجلسه والنّاس حولَه، فلمّا أصبح نظرتُ فإذا وجهه قد علاه نور حسن[3].


 

 



[1] "تقريب المدارك وتقريب المسالك" للقاضي عياض، باب في ذكر عبادة مالك وورعه وعزلته وإجابة دعائه، ۲/۵۰.

[2] المرجع السابق.

[3] المرجع السابق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25