وكانتْ تدعو أيضًا: اسمك سردار (أي: رئيس باللغة الأرديّة)، جعلك الله رئيسًا في الدنيا والآخرة، وقد شاهد العالَمُ أنّ الله تعالى قد استجاب دعاء الأمّ لابنها العظيم، فصار رحمه الله تعالى رئيسًا.
سبحان الله! لقد سمعتم كيف أنّ الأم حين تدعو لولدها تظهر آثار دعائها المبارك، وقد اتّضح ممّا سبق أيضًا أنّ سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى كانوا يرضون أمّهاتهم ويسعون بخدمتهنّ فينالون دعواتهنّ، لذا يجب علينا أيضًا أنْ نكون من أهل الحرص على أمّهاتنا متّبعين خطاهم رحمهم الله حتّى نصبح قرّة أعينهنّ فيدعين لنا راضيات عنّا: يا ربّ! اجْعل أولادي مِن حفظة كتابك وقُرَّائه، ومِن العلماء العاملين الصالحين، داعية إليك، يا ربّ! ارزقهم النّجاح في الدنيا والآخرة وأدخلهم الجنّة بغير حساب وارض عنهم للأبد وغير ذلك من الأدعية.
تعالوا نعزم على لزوم الخدمة لوالدينا، وأنْ نتجنّب عقوقهما، فلا نرفع الصوت عليهما، ونخفض أصواتنا وبصرنا عند التحدّث معهما، ونصبر على مزاجهما القاسي والكلام الجارح، ونلبّي احْتِياجاتهما من الطعام والشراب والسكن والأدويّة وغير ذلك، ونعتني بهما عنايةً خاصّةً بأفضل شكلٍ ممكنٍ، وننتبه لما يحبّانه وما يكرهانه، ونساعدهما عند المصائب والآلام ولا نخلّ براحتهما ونحاول إسعادهما وطاعتهما في غير المعصية بإذن الله تعالى.