عنوان الكتاب: السيرة العطرة لسيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ : «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ» وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا، فَقَالَ لَهَا «أَسَمَمْتِ هَذِهِ الشَّاةَ»؟

قالتِ الْيَهُودِيَّةُ: مَنْ أَخْبَرَكَ؟

قال: «أَخْبَرَتْنِي هَذِهِ فِي يَدِي» لِلذِّرَاعِ[1].

أيّها الإخوة! وهذا أكبر معجزةً من إحياء الموتى؛ لأنّه إحياء جزء مِن الشاة مع أنّ سائر أعضائها كانت منفصلة عنها ومازالت ميّتة.

قال سيدنا محمّد بن إسحاق رحمه الله تعالى: إنّ سيدنا عُكَاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ الأَسَدِي رضي الله تعالى عنه قاتل يوم بدر بسيفه حتّى انقطع في يده، فأتى رسول الله فأعطاه جذلًا (وهي: أصل الحطب) فقال له: قاتِلْ به، فقَاتَلَ به حتّى فَتَحَ اللهُ على المسلمين[2].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

أيّها الإخوة الكرام! مِن ألمع مظاهر الحياة المباركة لعيسى عليه السّلام أنّه كان لا يتجسّس على عيوب النّاس وأخطائهم مثلما نتجسّس على عيوبهم، بل نحن لا نرى إلّا العيوب والنقائص في كلّ شيء من الحيوانات والجمادات، وهو عليه الصلاة والسلام كان مِن


 

 



[1] "سنن أبي داود"، كتاب الديات، باب فيمن سقى رجلًا سمًا أو أطعمه فمات أيقاد منه، ۴/۲۳۰، (۴۵۱۰).

[2] "شرح الزرقاني على المواهب اللدنية"، باب غزوة بدر الكبرى، ۲/۳۰۱.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28