عنوان الكتاب: السيرة العطرة لسيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام

إخوتي الأكارم! عرفنا من كلام عيسى روح الله عليه السلام أنّ قيام الصلاة وإيتاء الزكاة وحسن المعاملة مع الأمّ من العبادات القديمة ومن السّنن المفضّلة لدى الأنبياء عليهم السلام، وهذه العبادات محبوبة لدرجة أنّ الشّريعة المطهّرة أمرَتْنا أيضًا بقيام هذه الأحكام، لكن للأسف! أصبحت في زماننا المساجد فارغة، وازدحمت أماكن الشرّ بالنّاس، ووقع منع الزكاة أو تأخيرها وإذلال مَن يستحقّها، وانتشر سوء المعاملة مع الأمّ الّتي تحت أقدامها الجنّة، فلماذا وقع المسلمون مِن الخرافات؟ متى تزدحم المساجد بالمصلّيين مِن جديد؟ وإلى متى يستمرّ التأخير في تأدية الزكاة؟ وإلى متى يستمرّ هذا العمل؟

أيها الأحبة الأكارم! لقد أظهر الله سبحانه وتعالى كثيرًا مِن المعجزات على يد كلمته سيدنا عيسى عليه السلام منذ ولادته ومِن وقتٍ لآخر ولكن بعضها اشتهر جدًّا، فدعوني أذكر لكم بعضًا منها:

(۱) معجزة خلق الطير

لَمَّا أعلن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام النبوّةَ وأظهر لهم المعجزات أخذوا يتعنّتون عليه، فطلبوا منه أنْ يخلق لهم خُفَّاشًا، فأخذ طينًا وصوّره كهيئة الخُفَّاش، ثمّ نفخ فيه فإذا هو طيرٌ يطير بين السماء والأرض[1].


 

 



[1] "تفسير الخازن"،۱/۲۵۱، ]آل عمران: ۴۹[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28