معجزة كلام سيدنا عيسى عليه السلام في المهد
عندما أتتْ سيدتنا مريم العذراء رضي الله تعالى عنها قومها تحمله، فلمّا رأوْها ومعها الصبيّ قالوا منكرين: ﴿يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا ٢٧ يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا ٢٨ فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ﴾ إلى سيدنا عيسى عليه السلام أنْ يجيبهم، فقال القوم: ﴿كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا ٢٩﴾ فكلّمهم كلمة الله تعالى قائلًا: ﴿إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا ٣٠ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا ٣١ وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا ٣٢ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا ٣٣﴾ ]مريم: ۲۷-۳۳[.
أيّها الإخوة! هذا من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام أنّه خطب باللّغة الفصحى وهو في المهد، وأخبر فيها أنّه عبد الله كي لا يسمّه أحدٌ إلهًا أو ابْنَ الله؛ لأنّ النَّاسَ كانوا سيتّهمونه، وهذا كان افتراء على الله سبحانه وتعالى، فكان مِن مقتضيات رسالته أنْ يدافع الافتراءَ الّذي كانوا سيفترونه على الله قبل أنْ يدافع الاتّهام الّذي كانوا سيتّهمونه بأمّه رضي الله تعالى عنها.
الله أكبر! مِن الصدق والعناية أنّ مَن يرزقه الله النبوّةَ ينقله مِن أصلاب طيّبة إلى أرحام طاهرة، وترافقه النبوّة منذ نعومة أظفاره.