عنوان الكتاب: السيرة العطرة لسيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام

بعد ولادته، وسوف تُبعث عذراء، وستدخل جنّة النعيم عذراء، ويتزوجّها النبي [1].

سبحان الله! بهذا عرفتم كم هي المرتبة العظيمة والشأن العالي لأمّ سيدنا عيسى عليه السّلام، حتّى وردتْ مناقبها في الأحاديث النبويّة، وأنّه سيتزوّجها النبيُّ في جنّة النعيم، يمكنكم تقدير مدى رفعةِ شأنها مِن أنّ الكرامات قد بدأت تظهر معها منذ أنْ حملت روح الله عيسى عليه السّلام وببركته حصلت منها:

ولد كلمة الله سيدنا عيسى عليه السلام من غير أبٍ، عندما شعرت السيدةُ مريم رضي الله تعالى عنها بقرب الولادة ابتعدتْ عن مكان وجود قومها، واتخذتْ مكانًا بعيدًا من أهلها إلى جذع نخلةٍ يبسَتْ، حيث لم يكن فيه شيء من الطّعام ولا الشراب، فنزل هناك سيدنا جبريل عليه السلام وضرب برجله في الأرض فظهرَتْ عين ماء عذبة وجرَتْ، وجِنَت النخلةُ اليابسة، فأورقَتْ وأثمرَتْ وأرطبَتْ فناداها سيدنا جبريل عليه السلام بما جاء في القرآن الكريم: ﴿فَنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا ٢٤ وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا ٢٥ فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗا]مريم: ۲۴-۲۵[.


 

 



[1] "المعجم الأوسط"، من اسمه إبراهيم، ۲/۱۰، (۲۳۱۶)، و"الفتاوى الرضوية"، ۲۶/۴۶۰، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28