وفَاكِهَتِي مِمَّا يَأْكُلُ السباعُ والأنعام، ولِبَاسِي الصُّوفُ وشِعَارِي الخَوْفُ وجُلَسَائِي الزَّمْنَى والْمَسَاكين، أُصْبِحُ وَلَيْسَ لي شيءٌ وأُمْسِى وليس لي شيءٌ، وأنا طيب النفس غير مكترث مَنْ أَغْنَى مِنِّي وأَرْبَحَ مِنِّي.
وذُكِرَ: أنّه لبس جبّة الصوف عشر سنين، كلّما تخرق منها شيء خاطه بالشرط[1].
سبحان الله! هل عرفتم إخوتي كم كان روح الله عيسى عليه السّلام مُتواضعًا ومُحِبًّا للجوع والعطش، مُعجبًا بقيام اللّيل في الليالي الباردة، باكيًا من خشية الله ومُحبًّا للفقراء والمساكين ومُعرضًا عن أهل الثروة، تعالوا لنحاسبَ أنفسنا أين نحن من حياتِه عليه السلام؟ هل نحن نحبّ البساطةَ أيضًا؟ وهل نقيم الصلوات في الشّتاء والصّيف؟ وهل تفيض أعينُنا من الدمع من خشية الله تعالى؟ وهل نحبّ الفقراء والمساكين؟ وهل نزهد في الدنيا؟ وهل نجد بداخلنا ما يرشدنا إلى الآخرة؟ نسأل الله أنْ يوفّقنا إلى محاسبة أنفسنا على الأعمال الصّالحة والالتزام بحضور مجالس السنن النبويّة والمذاكرات المدنيّة وذكر أولياء الله تعالى وسماع ذكرهم لنكون من الصّالحين ببركتهم.
أيّها الإخوة الأكارم! إنّ أمّ نبِيّ الله عيسى عليه السّلام كانت وليّةً من أولياء الله تعالى مؤيّدةً بالكرامات، رزقها الله سبحانه وتعالى