عنوان الكتاب: السيرة العطرة لسيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام

(۲) وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أَنَّ النَّبِيَّ قال: «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ -يعني: عيسى- وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ: رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ»[1].

(۳) وفي روايةٍ أخرى: قال رسول الله : «بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ»[2].

أيّها الأحبّة الأكارم! ومِن أجمل مظاهر الحياة المباركة لسيدنا عيسى عليه السّلام أنّه كان متّصفًا بالطّبيعة البسيطة وملتزمًا بالتواضع والتخشّع، وأنّه عليه السلام كان يمكن له من أنْ يعيش حياة الرفاهية، ويحوز كلّ أنواع المال، ويرتدي أغلى الملابس، ويتناول


 

 



[1] "سنن أبي داود"، كتاب الملاحم، باب ذكر خروج الدجال، ۴/۱۵۸، (۴۳۲۴).

[2] "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال...إلخ، ص ۱۲۰۱، (۷۳۷۳).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28