أيها الأحبة الأكارم! إنّ الذين تمّ إرسالهم مِن الله تعالى إلى النّاس لأجل هدايتهم ودعوتهم إلى ما أنزل الله عليهم يقال لهم: "الأنبياء"، وهم الّذين نزل عليهم الوحي من ربّهم جلّ وعلا، إمّا عن طريق نزول ملكٍ يشاهده الرّسولُ ويسمعه نحو تبليغ سيدنا جبرائيل لخاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو دونه.
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من سائر الذنوب، أجسامهم وعاداتُهم وأخلاقُهم وأقوالهم وأفعالهم محمودة راقية ومحبوبة ومنزّهة من كلّ عيبٍ، وما بعث الله تعالى نبيًّا أو رسولًا إلّا وكان على جانبٍ عظيم من الذكاء والفطانة والنباهة مع كمال العقل والرشد.
والأنبياء والرسل صلوات ربّي وسلامه عليهم أجمعين كانوا بإذن الله تعالى ومشيئته يعلمون الغيب، يُطيعُون الله سبحانه وتعالى ويعبدونه ليلًا ونهارًا، ويبلّغون النّاس كلَّ ما أنزل الله لهم ويدعونهم ويرشدونهم إلى سبيل ربّهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والرسول هو من أُوحي إليه بشرعٍ جديدٍ، لقد فَضَّلَ الله سبحانه وتعالى بعضَ الأنبياء والرسل على بعضٍ، ومنهم مَنْ رفعه على سائر الأنبياء، وأفضل منهم بدرجات كثيرة وهو سيدنا محمّد بن عبد الله رسول الله ﷺ[1]، وهو آخِر الأنبياء والمرسلين حيث جعله اللهُ خاتَمَ الأنبياء والمرسلين ﷺ،