عنوان الكتاب: فضل إخفاء الأعمال الصالحة

الشيطان والنفس دفعه إلى إظهار حسناته، ومن ثمّ يسمع المدح ويقع في فخّ التكبّر وحبّ النفس والرياء، وبالتالي تضيع حسناته التي قام بإظهارها، لذلك فإنّ إخفاء الأعمال الصالحة يعدّ وسيلة فعّالة للحفاظ عليها.

أحبّتي الكرام! ينبغي أنْ نخفي أعمالنا الصالحة قدر المستطاع ولا نظهرها أمام أحدٍ من غير ضرورة، إذ قد تنقص أو تضيع الحسنات بسبب إظهارها، ويقع العبد في المعصية بسبب ذلك؛ كالرياء والعجب، فاللهم ارحم أحوالنا ياربّ العالمين.

 ولا تنسَوا أيها الأحبّة الكرام! أنّ إخفاء الحسنات يصعب بعد القيام بها ولكنّه ليس مستحيلًا، نعم! هناك مشقّة في القيام بالأعمال الصالحة وتحتاج لمُجاهدةٍ، ولكن مشقّة إخفاءها أشدّ مِن مشقة القيام بها، كما رُوي عن سيدنا أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا رسول الله : «إِنَّ الْإِبْقَاءَ عَلَى الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ العَمَلَ فَيُكْتَبُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِي السِّرِّ يُضَعَّفُ أَجْرُهُ سَبْعِينَ ضِعْفًا، فَلَا يَزَالُ بِهِ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَذْكُرَهُ لِلنَّاسِ وَيُعْلِنَهُ فَتُكْتَبَ عَلَانِيَتُهُ، وَيُمْحَى بِضَعِيفِ أَجْرِهِ كُلِّهِ، ثُمَّ لَا يَزَالُ بِهِ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَذْكُرَهُ لِلنَّاسِ الثَّانِيَةَ، وَيُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ وَيُحْمَدَ عَلَيْهِ فَيُمْحَى مِنَ الْعَلَانِيَةِ وَيُكْتَبَ رِيَاءً، فَاتَّقِ اللهَ امْرُؤٌ صَانَ دِينَهُ، وَإِنَّ الرِّيَاءَ شِرْكٌ»[1].


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في إخلاص العمل لله وترك الرياء، ٥/٣٢٨، (٦٨١٣).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25