مجرد ادّعاءات لا طائل من ورائها
أيها الأحبّة! نعم، هكذا كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى لم يعتزّوا بعبادتهم ولم يكونوا يستعظمون أنفسهم، مع أنّ أوقاتهم جلّها كان في ذكر الله جلّ وعلا والتفكّر في الآخرة، بل كانوا يخافون من تدبير الله بهم متضرّعين إليه جلّ وعلا أنْ يحفظهم.
ولكن للأسف الشديد! ما هو حال الذين يتهاونون بأمر دينهم وحالهم مع ربّهم! فأوّلًا: هم لا يفعلون الخير، وإذا قاموا بأيّ عمل صالح لا يرتاحون حتّى يُظهروا عملهم للآخرين، أمّا أولياء الله تعالى الصالحون فيكرمهم الله ويُحفظون من الذنوب بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ويخافون ويذرفون الدموع مِن خشية الله تعالى، وحال الغافلين بلا خوفٍ ولا خشيةٍ ولا دمعةٍ ومع هذا منشغلون بالمعاصي ليلًا ونهارًا، ويتحدّثون كأنْ لا أحد أفضل منهم.
يقول الشيخ شقيق البلخي رحمه الله تعالى منبّهًا لنا ولهم: الناسُ يقولون ثلاثة أقوال، وقد خالفوها في أفعالهم:
(١) يقولون: نحن عبيد الله، وهم يعملون عمل الأحرار، وهذا خلاف قولهم.
(٢) ويقولون: إنَّ الله كفيلٌ بأرزاقنا، ولا تطمئنّ قلوبهم إلّا بالدُّنيا وجمع حطامها، وهذا أيضًا خلاف قولهم.