اختبار الدنيا واختبار الآخرة
أيها الأحبّة! ولا شكّ في أنّ الدنيا مزرعةُ الآخرة، فكلّ عمل يتمّ القيام به في هذا العالم يكون مهمًّا جدًّا بالنسبة للآخرة، فلا بدّ من القيام بالأعمال الصالحة لتحسين معادنا في الآخرة، عندما يهتمّ العبد بمقصده الأصلي وهو عبادة الله تعالى، وبذلك يسهل عليه تحسين الآخرة.
تفكّروا! عندما تكون هناك امتحانات في المدارس والجامعات والكلّيّات كيف نرى ونشاهد أنّ الطلّاب يبذلون قُصارى جهدهم من أجل النّجاحِ في الامتحانات، لدرجةٍ ينسون فيها أنْ يأكلوا أو يشربوا، وحتّى إذا كان هناك احتمال ضئيل لمجيئ سؤال ما في الامتحان فإنّهم يستعدّون لحلّه بشكلٍّ جيّدٍ، ويركّزون على التحضير للامتحان والحصول على الدرجات العالية فيه، وحينها يدعم الآباء أيضًا أطفالهم دعمًا كاملًا؛ لأنّهم يعلمون أنّ هذا الولد إذا نجح في الامتحان فسيصبح رجلًا عظيمًا في المستقبل، وسيكون له ولآبائه شأن كبير في جميع أفراد الأسرة، وسيكسب الأموال الكثير، وسيكون مستقبله أفضل.
تفكّروا قليلًا! عندما نُتعِب أنفسنا نحن وأبناؤنا من أجل الدّنيا ألَا يجب علينا أنْ نسعى بجدٍّ لامتحان الآخرة أكثر من امتحان الدنيا!؟ هل فكّرنا يومًا في امتحان الآخرة أو الاستعداد له!؟ هل قلقنا يومًا من أجل النجاح في امتحان الآخرة؟