عنوان الكتاب: التفكّر في أمور الآخرة

نسأل الله تعالى أنْ يوفّقنا للتفكّر في الآخرة، آمين ياربّ العالمين.

الغفلة تزيد من الحسرة والندامة

تذكّروا أيها الأحبّة الكرام! أنّ الإهمال يجلب الكثير من المشاكل والمتاعب، وهذا المرض الخطير يجعل الإنسان بعيدًا عن التفكّر في الآخرة، فإنّ الحياة التي يقضيها العبد في الإهمال تدمّره، ولقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يحرصون على أنْ لا يقضوا أيّ لحظة في الغفلة بل كانوا يبذلون قُصارى جهدهم ليقضوا كلّ لحظة في عمل الخير إرضاءً لله سبحانه وتعالى، وكانوا يخافون من الغفلة رغم أنّ حياتهم كانت مليئة بالأعمال الصالحة.

كما قال سيّدنا أبو علي الدقّاق رحمه الله تعالى: دخلتُ على رجلٍ صالحٍ أعوده، وهو مريضٌ وكان من المشايخ الكبار وحوله تلاميذه، وهو يبكي، وقد بلغ أرذل العمر، فقلتُ له: أيها الشيخ! ممّ بكاؤك؟ أَعَلَى الدنيا؟

فقال: أبكي على فوتِ صلاتي.

قلتُ: وكيف ذلك، وقد كنتَ مُصلّيًا؟

قال: لأنّي قد بقيتُ إلى هذا، وما سجدتُ إلّا في غفلةٍ، وما رفعتُ رأسي إلّا في غفلةٍ، وها أنا أموت على الغفلة[1].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "مكاشفة القلوب"، الباب السادس في الغفلة، ص ٢٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20