عنوان الكتاب: التفكّر في أمور الآخرة

مِن فعل الحرام، وليست هذه الأسئلة ليعلم الله تعالى، ولكن ليقيم الحجّة على المذنب بالاعتراف بالجريمة[1].

أيها الأحبّة الكرام! ليس هناك شكّ في أنّ كلّ شيء له مقصد وغاية، حتّى ملابسنا التي نرتديها، أو قلمنا الذي نكتب به، أو منزلنا الذي نعيش فيه، أو الساعة التي على معصمنا، وهكذا كلّ شيء لنا منه مقصد في تحقيق الهدف منه، تفكّروا قليلًا! إذا كان لكلّ شيء في هذا الكون هدف وغاية من وجوده، فهل يكون خلق الإنسان سُدًى بلا هدف ولا غاية له؟ كلّا! لم يخلق الإنسان في هذا العالَم عبثًا، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥]المؤمنون: ١١٥[.

أيها الأحبّة الكرام! ويتّضح لنا من هذه الآية القرآنيّة أنّ هناك هدفًا خاصًّا خُلق الإنسان من أجله؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦] الذريات: ٥٦[.

ويظهر لنا بوضوح من الآية الكريمة السابقة بأنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق الجنّ والإنس دون هدفٍ ولا غاية، بل خلقهما من أجل عبادته جلّ وعلا.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "تفسير نور العرفان"، ص ٤٥٥، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20