بنعيم الجنة!؟ إذا اختبرنا أحد اختبارًا دنيويًّا نتعرّق وننسى الجواب بسبب الخوف والقلق مع أنّنا ربّما قد حفظناه، ولكن هل سبق لنا أنْ اِرْتَجَفْنَا خوفًا من سؤال القبر وموقف الحشر، أو فكّرنا يومًا في الاستعداد لهذا الامتحان!؟
تذكّر! أنّ هذا العالَم ونعمه كلّه مؤقّتة، ويجب ألّا يغيب عن البال أنّه سيتمّ محاسبتنا عن كلّ هذه النعم الدنيويّة في الآخرة، لا نُسأل فقط حول الطعام والشراب أو الأشياء الضرورية للاستعمال، بل سنُسأل أيضًا عن كلّ عملٍ وسنحاسب عليه، ولذا يجب علينا التفكّر قبل أيّ عمل: هل العمل الذي ننوي القيام به يُفيدنا في الآخرة أم لا!؟ لأنّ العبد قد يؤاخذ على ما لا فائدة فيه من العمل.
وسنُسأل يوم القيامة عن أجزاء الجسد التي يرتكب بها الناس المعاصي الكثيرة ليلًا ونهارًا دون تردّد؛ كالعين التي تتلذّذ بالحرام وتقترف الذنوب، وينظر بها إلى الحرام، ويُشاهد بها الأفلام والمسلسلات ويتلذّذون بالمخالفات ونحو ذلك، وينشغل كثير من الناس بسماع الحرام؛ كالغناء والمعازف والنكات البذيئة والغيبة والنميمة والاستماع إلى عيوب الآخرين، وكذلك كثير من القلوب مليئة بالأمراض الباطنة من الأفكار السيّئة والبغضاء والشحناء والكراهية والحقد الحسد والكبر والعجب وما إلى ذلك.