فقال لامرأته: ما الذي يُبكيكِ؟
قالتْ: أبكي فراقك، وما أتعجّل من الوحشة بعدك.
فنظر إلى أولاده، فقال: معشر اليتامى بعد قليل! ما الذي يُبكيكم؟
قالوا: نبكي فراقك، وما تتعجّل من الوحشة بعدك.
فقال: أقعدوني، فلمّا أقعدوه قال: كلّكم يبكي للدّنيا، أمَا منكم مَنْ يبكي لما يلقاه وجهي من التراب!؟
أمَا منكم مَن يبكي لمسائلة منكر ونكير!؟
أمَا منكم مَن يبكي بمقامي بين يدي ربّي!؟
ثمّ صاح صيحةً فمات[1].
أيها الأحبّة الكرام! في هذه القصّة التي سمعناها أعطانا هذا الشيخُ الصالحُ العابد الزاهد الورع رحمه الله تعالى فكرةً جميلةً عن الآخرة، وهو يخاطب أفراد أسرته، وهكذا ينبغي علينا أنْ نتفكّر ونقلق ونبكي عند ضياع النعم الدنيويّة.
يا تُرى! هل بكينا يومًا خوفًا من عدم الحصول على نعيم الجنَّة واستحقاق عذاب الجحيم الأليم بسبب المعاصي!؟ نحن نبذل قُصارى جهدنا من أجل الحصول على النعم الدنيويّة، ولكن هل حاولنا أنْ نقوم بالأعمال الصالحة وبمجاهدة النّفس ومخالفة هواها من أجل الفوز