أيها المسلمون: تُعَانِي الْمَرأةُ عِندَ الوِلادةِ آلاماً شديدَةً جدًّا، لا تَفهَمُها إلاّ الأُمَّهاتُ، وبينَما السُّهُولةُ واليُسْرُ لِلرَّجُلِ، فإنّه لا يقومُ بأمرِ الوِلادةِ، يقول الشَّيخُ الإمامُ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: إنّما يَتعلَّقُ الرَّجُلُ باللَّذَّةِ، إلاّ أنّ المرأةَ تُعانِي مِن آلامٍ شديدةٍ، وتَحمِلُ وَلدَها في بَطنِها تِسعَةَ أَشهُرٍ وتَتألَّمُ كثيرًا، وتَرَى سَكَراتِ الْمَوتِ عِندَ طَلَقاتِ الوِلادةِ، ثم تُقاسِي مِن آلامِ النِّفاسِ، لِذا قال الله تعالى: حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًا [الأحقاف: ٤٦/١٥].
فكَأنَّ وِلادةَ كُلِّ مَولُودٍ تَسجُنُ الْمَرأةَ ثلاثَ سَنَواتٍ، فلَو ولَدَ أحَدٌ مِن الرِّجالِ فَأرًا ذاتَ مَرَّةٍ ما جامَعَ اِمرَأتَه طُوْلَ الحياةِ[1].
الزوجة أحقّ بالرحمة والتعاطف
أيها المسلمون! حَيثُ لاَحَظْنَا في هذِهِ الفَتوَى المبارَكةِ مِن الشَّيخِ الإمامِ أحمد رضا خان أهَمِّيَّةَ الأُمِّ اتَّضَحَتْ لَنَا أهَمِّيَّةُ الزَّوجَةِ، لِذا يَجدرُ بالزَّوج أنْ يُعاشِرَ اِمرَأَتَه مُعاشَرةً حَسَنةً بلُطْفٍ ولِينٍ لا سِيَّما إذا كانَتْ حامِلاً، ويُعِينَها في شُؤُون البَيتِ، ويَرفُقَ