يُطِيعُ أبَاهُ إذا أمَرَه بأن يُؤذِيَ أُمَّه، قال العلماءُ الكِرامُ رحمهم اللهُ تعالى: «تُقَدَّمُ الأُمُّ علَى الأبِ فِيما يَرجِعُ إلى الخِدمَةِ والإنعامِ، أمَّا في التَّعظِيمِ والاِحتِرامِ فيُقَدَّمُ الأَبُ علَى الأُمِّ، لأنَّه سَيِّدُ أُمِّ الولَدِ أيضًا».
إذا أمر أحد الوالدين بحلق اللحية لا يطاع
لَقَدْ عَرَفنَا أنَّه لا يُطَاعُ الوالِدانِ في أمْرٍ غَيرِ مَشرُوعٍ، فمَن أطاعَ أَبَوَيهِ فِيما فِيهِ مَعصِيةٌ كانَ آثِمًا، فإذا أمَرَ أحَدُ الوالِدَينِ بحَلقِ اللِّحيَةِ أو الأخْذِ مِنها دُونَ القُبضَةِ فلا يُطَاعُ حتَّى لَو كانَ غاضِبًا، ومَن أطاعَ في الْمَعصِيةِ يُعتَبَرُ عاصِيًا للهِ، وكذا إذا وقَعَ الطَّلاقُ بَينَ الأبِ والأُمِّ ومَنَعَتْ الأُمُّ عن لِقاءِ الأَبِ فلا تُطَاعُ، وعلَى الولَدِ أن يَلقَى أبَاه ويَخْدُمَه، وعَلَيهِ حُقُوقٌ مُتَساوِيَةٌ لِلأَبِ والأُمِّ بالرَّغْمِ مِنْ وُقُوعِ الفُرقَةِ بَينَهُمَا.
ماذا يفعل من مات والداه وهما ساخطان عليه؟
مَن ماتَ أبَواهُ وهُمَا ساخِطانِ عَلَيهِ فإنَّه يَجِبُ عَلَيهِ كَثرَةُ الدُّعاء والاستِغفارِ لَهُمَا، لأنَّ أكبَرَ هَدِيَّةٍ لِلمَيِّتِ هُوَ الدُّعاءُ لهُ