عنوان الكتاب: فضائل صيام التطوع

الْمَحْسُوبَةِ بالأَهِلَّةِ، ولَلأَسَفِ لا يَعْرِفُ كَثِيْرٌ مِن المسلمين شَيْئًا عن التَّارِيْخِ الهجرِيِّ، ويَتَعَامَلُوْنَ بالتَّارِيْخِ المِيْلادِي.

يقُوْلُ صَدْرُ الأَفَاضِلِ، السيدُ محمد نعيمُ الدِّيْن المراد آبادي رحمه الله تعالى: الأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ، مِنْها: ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وذُو الْحَجَّةِ والْمُحَرَّمُ وواحِدٌ فَرْدٌ وهو رَجَبٌ وكانَ العَرَبُ الْجَاهِلِيُّوْن يَعْتَقِدُوْنَ حُرْمَةَ القِتَالِ في الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وزَادَ في الإسلامِ اِحْتِرَامُ هَذِهِ الأَشْهُرِ، وتَعْظِيْمُها[1].

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب: إنّ الله سبحانه وتعالى قَدْ نَهَى عن الظُّلْمِ في هَذِهِ الشُّهُوْرِ فقال تعالى: ﴿فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [التوبة: ٩/٣٦]. في "نُوْرِ العِرْفَانِ": أَيْ: فلاَ تَظْلِمُوْا أَنْفُسَكُمْ باِرْتِكَابِ الْمَعَاصِي في هذِهِ الأَشْهُرِ الْمُحَرَّمَةِ، أوْ لا تُظَالِمُوْا[2].

عن سيدِنا أنَسِ بْنِ مالك رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرٍ حَرَامٍ اَلْخَمِيْسَ والْجُمُعَةَ والسَّبْتَ كُتِبَ له عِبَادَةُ سَنَتَيْنِ»[3].


 



[1] ذكره محمد نعيم الدين المراد آبادي في "خزائن العرفان"، صـ٣٠٩، نقلاً عن "مدارك التنزيل"، عبد الله بن أحمد النسفي (ت ٧١٠هـ)، صـ٤٣٤.

[2] ذكره الشيخ أحمد يارخان النعيمي (١٩٠٦-١٩٧١م) في "نور العرفان"، صـ٣٠٦.

[3] ذكره الطبراني في "المعجم الأوسط"، ١/٤٨٤، (١٧٨٩).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

62