وإذا أصبَحْتَ فلا تَنتظِرْ الْمَساءَ وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ومِن حَياتِكَ لِمَوتِكَ[1].
خصت الدنيا بالاستعداد للآخرة
قال سيِّدُنا عثمانُ رضي الله تعالى عنه في آخِر خُطبةٍ خَطَبَها: إنّ الله إنَّما أعطاكُمْ الدنيا لِتَطلُبُوا بِها الآخِرةَ ولم يُعطِكُمُوها لِتَركَنُوا إليها، إنّ الدنيا تَفنَى والآخِرةُ تَبقَى، لا تَبطَرَنَّكم الفانِيةُ ولا تُشغِلَنَّكم عن الباقِيةِ، آثِرُوا ما يَبقَى على ما يَفنَى، فإنّ الدنيا مُنقَطِعةٌ وإنّ الْمَصِيرَ إلى الله عزّ وجلّ، واتَّقُوا اللهَ فإنّ تَقوَاه جُنَّةٌ مِن بَأسِه ووسيلةٌ عِندَه[2].
أيها الإخوة الأحباء! إنما مَثَلُ الدنيا كالطَّريقِ، ولن نَصِلَ إلى مُرادِنا إلاّ إذا عَبَرنَا هذا الطَّرِيقَ، فالمنزل هو إمّا الْجَنّةُ أو النارُ، وهذا يَتوقَّفُ على كَيفِيَّةِ سَيرِنا في الطريقِ: طاعَةً للهِ ورسولِه صلّى الله تعالى