عنوان الكتاب: الليلة الأولى في القبر

كرّم اللهُ تعالى وجهَه فنادَى: يا أهلَ القُبورِ السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله تُخبِرُونا بأخبارِكم أم تُرِيدون أن نُخبِرَكم؟ قال: فسَمِعنا صَوتًا مِن داخِل القبرِ يقول: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ الله وبرَكاتُه يا أمِيرَ المؤمِنين خَبِّرنَا عَمّا كان بَعدَنا، فقال عليٌّ: أمّا أزواجُكم فقد تَزوَّجنَ، وأمّا أموالُكم فقَد اقتُسِمَت، وأولادُكم فقد حُشِرُوا في زُمرةِ اليَتامَى، والبِناءُ الَّذي شَيَّدتُم فقد سَكَنَه أعداؤُكم، فهذِه أخبارُ ما عِندَنا فما أخبارُ ما عِندَكم؟ فأجابَه ميِّتٌ: قد تَخَرَّقَت الأكفانُ وانْتَثرَت الشُّعُورُ وتَقَطَّعَت الْجُلودُ وسَالَت الأحداقُ على الْخُدودِ وسالَت الْمَناخِرُ بالقَيحِ والصَّديدِ وما قَدَّمْناه وَجَدْناه وما خَلَفْناه خَسِرناه[1].

أين الوضاءة الحسنة وجوههم؟

كان سيِّدُنا أميرُ المؤمِنين أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله تعالى عنه يقول في خُطبَتِه: «أينَ الوَضاءَةُ الْحَسَنةُ وُجُوهُهم الْمُعجَبُون


 



[1] ذكره جلال الدين السيوطي في "شرح الصدور"، صـ٢٠٩، وابن عساكر في"تاريخ مدينة دمشق"، ٢٧/٣٩٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37