عنوان الكتاب: الليلة الأولى في القبر

شيء، لكن لا نَستَطِيعُ أن نَتكلَّمَ ولا نَتحرَّكَ عندَها كيف نَتمكَّنُ مِن البَقاء وحدَنا في القبر! نحن إذا حُبِسنا وَحدَنا في غُرفةٍ جميلةٍ مُكيَّفةٍ أصبَحنا نَخافُ، هذا حالُنا.

أيها الإخوة! تَيقَّنُوا أنّ الأمواتَ يَنصَحُونَنا بلِسانِ حالِهم: أيُّها الغافِلون! تَذكَّرُوا! بالأمسِ كُنَّا أيضًا حيثُ أنتم اليومَ، وغدًا ستكونونَ حيثُ نحنُ اليومَ، بالتَّأكِيدِ كلُّ مَن قد وُلِدَ في الدنيا لا بُدَّ أن يَمُوتَ، ومَن قَطَفَ الأزهارَ مِن حَياتِه يُشاكُ شَوكةَ الْمَوتِ، ومَن نَالَ السُّرورَ والفَرحَ في الدنيا لا بُدَّ أن يَذُوقَ حُزنَ الْمَوتِ.

ولدنا في هذه الدنيا بالترتيب ولكن....

أيها الإخوة الأعزاء الكرام! بالتَّأكِيدِ وُلِدنَا في هذِه الدنيا بالتَّرتِيبِ أي: الْجَدُّ أوّلاً ثُمَّ الأبُ ثم الابنُ ثم الْحَفِيدُ، لكن لَيسَ مِن الضَّروريِّ أن يَجِيءَ الموتُ حسَبَ الترتيبِ، فإنّا نجِدُ الْجَدَّ ما زالَ على قَيدِ الْحَياةِ، والحفِيدُ الرَّضِيعُ قد ماتَ، وكذلك ما زالَ الجدُّ حيًّا، لكن فَارَقَتْ الأمُّ حَياتَها، ويموتُ أخُ واحدٍ مِنَّا ويُوضَعُ على النَّعشِ، وتلفِظُ والِدةُ أحد أنفاسَها الأخيرة، والبعضُ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37