أن الناس سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة. فخرج ذات يوم فصعد المنبر. فقال "سلوني. لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم" فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر.
قال أنس: فجعلت ألتفت يمينا وشمالا. فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي. فأنشأ رجل من المسجد، كان يلاحى فيدعى لغير أبيه. فقال: يا نبي الله! من أبي؟ قال "أبوك حذافة". ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله ربا. وبالإسلام دينا. وبمحمد رسولا. عائذا بالله من سوء الفتن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم أر كاليوم قط في الخير والشر. إني صورت لي الجنة والنار، فرأيتهما دون هذا الحائط"
137-م - (2359) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا خالد (يعني ابن الحارث). ح وحدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن أبي عدي. كلاهما عن هشام. ح وحدثنا عاصم بن النضر التيمي. حدثنا معتمر. قال: سمعت أبي. قالا جميعا: حدثنا قتادة عن أنس، بهذه القصة.
138 - (2360) حدثنا عبدالله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا: حدثنا أبو أسامة عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها. فلما أكثر عليه غضب. ثم قال للناس "سلوني عم شئتم" فقال رجل: من أبي؟ قال" أبوك حذافة" فقام آخر فقال: من أبي؟ يا رسول الله! قال "أبوك سالم مولى شيبة" فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب قال: يا رسول الله! إنا نتوب إلى الله. وفي رواية أبي كريب: قال: من أبي؟ يا رسول الله! قال "أبوك سالم، مولى شيبة".
38 - باب وجوب امتثال ما قاله شرعا، دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا، على سبيل الرأي
139 - (2361) حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري. وتقاربا في اللفظ. وهذا حديث قتيبة. قالا: حدثنا أبو عوانة عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه. قال:
مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل. فقال "ما يصنع هؤلاء؟" فقالوا: يلقحونه. يجعلون الذكر في الأنثى فيتلقح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أظن يغني ذلك شيئا" قال فأخبروا بذلك فتركوه. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظنا. فلا تؤاخذوني بالظن. ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به. فإني لن أكذب على الله عز وجل".