عنوان الكتاب: صحيح مسلم الجزء الثاني

وسلم حتى استلم الحجر. وطاف بالبيت هو وصاحبه. ثم صلى. فلما قضى صلاته (قال أبو ذر) فكنت أنا أول من حياه بتحية الإسلام. قال فقلت: السلام عليك يا رسول الله! فقال "وعليك ورحمة الله". ثم قال "من أنت؟" قال قلت: من غفار. قال فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته. فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غفار. فذهبت آخذ بيده. فقدعني صاحبه. وكان أعلم به مني. ثم رفع رأسه. ثم قال "متى كنت ههنا؟" قال قلت: قد كنت ههنا منذ ثلاثين، بين ليلة ويوم. قال "فمن كان يطعمك؟" قال قلت: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم. فسمنت حتى تكسرت عكن بطني. وما أجد على كبدي سخفة جوع. قال "إنها مباركة. إنها طعام طعم".

فقال أبو بكر: يا رسول الله! ائذن لي في طعامه الليلة. فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر. وانطلقت معهما. ففتح أبو بكر بابا. فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف. وكان ذلك أول طعام أكلته بها. ثم غبرت ما غبرت. ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل. لا أراها إلا يثرب. فهل أنت مبلغ عني قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم". فأتيت أنيسا فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت. قال: ما بي رغبة عن دينك. فإني قد أسلمت وصدقت. فأتينا أمنا. فقالت: ما بي رغبة عن دينكما. فإني قد أسلمت وصدقت. فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا. فأسلم نصفهم. وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاري. وكان سيدهم. وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا. فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. فأسلم نصفهم الباقي. وجاءت أسلم. فقالوا: يا رسول الله! إخوتنا. نسلم على الذين أسلموا عليه. فأسلموا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "غفار غفر الله لها. وأسلم سالمها الله".

132-م - (2473) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. أخبرنا النضر بن شميل. حدثنا سليمان بن المغيرة. حدثنا حميد بن هلال، بهذا الإسناد. وزاد بعد قوله - قلت فاكفني حتى أذهب فأنظر - قال: نعم. وكن على حذر من أهل مكة. فإنهم قد شنفوا له وتجهموا.

132-م 2 - (2473) حدثنا محمد بن المثنى العنزي. حدثني ابن أبي عدي قال: أنبأنا ابن عون عن حميد بن هلال، عن عبدالله بن الصامت، قال:

 قال أبو ذر: يا ابن أخي! صليت سنتين قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. قال قلت: فأين كنت توجه؟ قال: حيث وجهني الله. واقتص الحديث بنحو حديث سليمان بن المغيرة. وقال في الحديث: فتنافروا إلى رجل من الكهان. قال فلم يزل أخي، أنيس يمدحه حتى غلبه. قال فأخذنا صرمته فضممناها إلى صرمتنا. وقال أيضا في حديثه: قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام. قال فأتيته. فإني لأول الناس حياه بتحية الإسلام. قال قلت: السلام عليك يا رسول الله!




إنتقل إلى

عدد الصفحات

730