الإسراع في الوظيفة
أيها المسلمون! يمكن أن نفهم ذلك بهذا المثال الدنيوي: إن قيل للمعطّل: نحن نستأجرك من أوّل السنة، ولذا يجب عليك أن ترقب شهراً واحداً، فيقول بالاضطراب النفسي: لا ينبغي التأخير في الخير، فاستأجِرني من الآن، كأنّه يشقّ عليه أن يرقب شهراً واحداً ولكن إذا قيل لإنسان: (ابدأ في الصلاة)، فيؤخّرها إلى يوم الجمعة وشهر رمضان حتّى إنّه يقول: أعفي اللحية بعد الحجّ، وقد يقول: أعمل بفرائض الله بعد تزويج أولادي.
السفر في سبيل الله
إنّ الشيطان لا شكّ أنّه يدعو إلى جميع معاصي الله وينهى عن جميع طاعته حتّى إنّه يحرف الإنسانَ ويعوقه عن الاستجابة للدعوة إلى الخير، ونحن نرى بعض الناس يضيِّع أكثر أوقاته في طاعة غير مولاه، ويشاهد الأفلام والمسرحيات طوال الليل ولكن إذا شجَّعه الدعاةُ على السفر في سبيل الله عزّ وجلّ اعتذَر وقال: أنا مبتلي بكسب المال في كلّ يوم ولَم يوجد أحد غيري يقوم برعاية أولادي وأهلي، فهنا يجد الشيطان فرصةً أکبر للغواية، ويصدّه عن السفر في سبيل الله مع قافلة الدعاة إلى الله تعالى؛ لأنّه يعلم قدر عظمته أنّ الإنسان إذا سافَر في سبيل الله فيتعوّد تطبيق الشريعة، ويدعو إلى الخير ويملأ كتيبة "الجوائز المدنية" للثبات على هذه السنن.