عنوان الكتاب: علاج الذنوب

العلاج الثالث: استر نفسَك من الله

قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله في العلاج الثالث من الذنوب: ارتكب الذنوبَ حيث لا يراك ربُّك، والظاهرُ أنّه سبحانه وتعالى لا يمكن أن يحجبه شيء وهو يعلم السرّ وأخفى، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فيجب على كلّ مسلم أن يستشعر عند اقتراف الذنوب أنّ الله يراه في كلّ موضع.

إنّ الله يرى كلّ شيء

تعلّق رجل بامرأة في "بغداد" فتعرّض لها، فأبت أن تمكّنه من نفسها، وكلّ من جاء ليخلّصها منه طعنه بسكّين معه، وكان رجلاً شديداً، فبينما الناس حوله والمرأةُ تصيح في يده إذ مرّ بشر بن الحارث رضي الله تعالى عنه، فدَنَا منه وحكّ كتفه بكتفه، فوقع الرجل إلى الأرض وهربت المرأة ومضى بشر، فدَنَا الناس من الرجل فإذا هو يرشح عرقاً كثيراً فسألوه عن حاله فقال: ما أدري، ولكن حكّ كتفي شيخ وقال: إنّ الله ناظرٌ إليك وإلى ما تعمل فصعقتُ لقوله وهبته هيبة شديدة، ولا أدري مَن ذلك الرجل؟ فقيل له: ذاك بشر بن الحارث، فقال: واسوأتاه كيف ينظر إليّ بعد اليوم، وحمّ الرجل من يومه ومات يوم السابع، رحمه الله تعالى([1]).

 



([1]) "روض الرياحين"، الحكاية الخامسة والثمانون بعد الثلاث مئة، صـ٣٠٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30