السفر في طلب المال

أيها المسلمون! في زمننا هذا لا يستعدّ إنسانٌ للسفر في سبيل الله مع قوافل الدعاة إلى الله تعالى، ولكنّه يبذل نفسه في طلب المال ويسعى للاكتساب حتّى يسافر في طلب المال من بلد إلى بلد فيسكن فيه دون أن يبالي بأولاده وأهله ويتحمّل المشقة والذلّ في طلب الدنيا، وقد تكون عنده تأشيرةً مؤقتةً أو مزيفةً فإمّا أنّه يقيم ببلده الآخر مختفياً أو يأخذه شرطيّ ويحبسه في السجن وقد يموت بعضُ الناس بسبب صدمة عنيفة آلمتْه كثيراً ولكنّ أولاده وأهله لا يشعرون أنّه هجم عليه الموت وخذلته الآمال وسلبته بهاء النعمة وانقطعت آثاره وبليت تحت التراب عظامه وبقيت أعماله قلائد في عنقه فيجهلون بما وقع عليه ويتذكّرونه رجاء أن يقدم من سفره بمال كثير ولا يجتهد أحد منهم في إهداء الثواب إليه؛ لأنّه لا يعلم بموته.

إهداء الثواب إلى الحيّ

أيها المسلمون! اعلموا أنّ إهداء الثواب إلى الحيّ يصحّ، فينبغي ويتأكّد على كلّ مؤمن أن يجعل ثواب صدقاته وأعماله الصالحات لمن كان أحد من أقربائه مفقوداً ويوزّع الكتيبات والرسائل الدينية لإيصال الثواب إليه، ويسافر في سبيل الله مع قوافل الإخوة الدعاة إلى الله تعالى بقصد إهداء الثواب إليه.

صلّوا على الحبيب!       صلّى الله تعالى على محمد