العلاج الأوّل: لا تأكل رزق الله
أيها المسلمون! أرأيتم أنّ إبراهيم بن أدهم رحمه الله قال لشابّ مسرف على نفسه في العلاج الأوّل من الذنوب: إذا أردتَ أن تعصي الله عزّ وجلّ فلا تأكل رزقه، قال: كيف هذا وهو رزّاقٌ؟ قال له: يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟! ويمكن أن نفهم ذلك في هذا المثال الدنيوي: إن قصَّر أجيرٌ في دوام وظيفته غضب عليه المستأجر، وسبّه وشتمه، بل قد يضربه ويستخدمه زيادةً من وظيفته، حتّى إنّه قد يستعمله في يوم عطلته، فاعلموا كم من مظاهر تشيع في المسلمين تدلّ على قلة الحياء وقسوة القلب وقلة المبالاة، مثلاً نحن نسوّف ونقصّر في امتثال أوامر الله واجتناب ما نَهى عنه وإنّه سبحانه وتعالى كتَب علينا الزكاة والصلاة والصيام ونحن نتغافل ولا نحترز من عقوقه ثُمّ بعد ذلك نأكل رزقه ولا نستحيي من نقض العهد وقلّة الوفاء بالعقد.
العلاج الثاني: اخرج من بلاد الله
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله في العلاج الثاني من الذنوب: إذا أردتَ أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاد الله، والظاهر أنّه ليس يقدر عليه؛ لأنّ لله ملكوت السموات والأرض، ويمكن أن نفهمه هكذا: إن نزل أحد ضيفاً على صاحب المنـزل فلا يلحقه الضررَ بالمروءة حتّى إنّه يندم عند الضرر ونحن نأكل رزق الله ونسكن بلاده ثُمّ بعد ذلك نعصيه وهذا كلّه من فساد المروءة وقلّة الغيرة.