أيها المسلمون! إن تنبه هذا الوعيُ أنّ الله يراني عند اقتراف الذنوب، أو تولّد هذا الفكرُ أنّ الله يراني ويشهدني وأنا أكذب وأسبّ وأشتم، وأتكلّم بكلمة فاحشة أو حدث هذا الشعورُ أنّ الله يراني وأنا أنظر إلى الحرام أو عرض هذا الاستشعار أنّ الله يراني وأنا مشغول بمشاهدة الأفلام والمسرحيات، أو حصل هذا الإحساس أنّ الله يراني قاعداً مع النساء الأجنبيات والمرد بباعث الشهوة، ثُمّ بعد ذلك أصنع الفاحشة، وإذا سأَلني ربّي عزّ وجلّ عن هذه الجرائم والموبقات فماذا يكون حالي؟! وكيف أتحرز من غضبه وعقوبته؟! وكيف آمنُ نكال عذابه وسطوته من غضبه؟!
العلاج الرابع: إمهال التوبة
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله في العلاج الرابع من الذنوب: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحَك فقلْ له: أخِّرني حتّى أعتذر إلى ربّي وأتوب وأتزوّد صالحاً لنفسي، والظاهر أنّك لَم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنّه إذا جاء لَم يكن له تأخير فكيف ترتكب الموبقات؟! وكيف ترجو وجه الخلاص؟! فإيّاك أن تنفق أوقات العمر في الذنوب ولا تتبع خطوات الشيطان وإلاّ يخدعك ويضلّك كما قال الله تبارك وتعالى في خداع الشيطان لكلّ إنسان وتخليه عنه: ﴿کَمَثَلِ الشَّیۡطٰنِ اِذْ قَالَ لِلْاِنۡسَانِ اکْفُرْۚ فَلَمَّا کَفَرَ قَالَ اِنِّیۡ بَرِیۡٓءٌ مِّنۡکَ اِنِّیۡۤ اَخَافُ اللہَ رَبَّ الْعٰلَمِیۡنَ﴾ [الحشر: ٥٩/١٦].