حالِ طُفولَتِه مَعصِيةٌ، فكلَّما خِيطَ له قَميصٌ، كَتَبَ الْمَعصِيةَ على جَيبِ القَميصِ وإذا نَظَرَ إليها بَكَى حتَّى يُغشَى عليه([1]).
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
فخر بحسنة ناقصة
إخوتي الأحباء! أَرَأَيتُم كَيفَ كان السَّلَفُ الصَّالِحُ رَحِمَهم الله تعالى يُذَكِّرُون أَنفُسَهم ذُنُوبَ الطُّفولَةِ ويَستَشْعِرُون الْخَوفَ مِنَ الله سُبحانه وتعالى، بَينَما نَحنُ سَيِّئوا الْحَظِّ نَتَناسَى ذُنُوبَ ما بَعدَ البُلُوغِ، ونَتذَكَّرُ الطَّاعات القَلِيلَةَ الْمَلِيئَة بالنَّقائِصِ.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
نسيان الحسنات
إخوتي الأحباء! السَّعِيدُ مَن يَنسَى ما فَعَلَ مِن الْحَسَناتِ، ويُرَكِّزُ عَلى السَّيِّئاتِ، ويَتشَدَّدُ في مُحاسَبَةِ نَفسه لإصلاحِها، بل في بَعضِ الأَحيَانِ يَزجُرُها عَلى ما فَرَّطَتْ فِيه أَو قَصَّرتْ مِن الطَّاعاتِ، ويَبقَى خائِفًا وفزِعًا مِن غَضَبِ الله طُولَ الوَقتِ، وعَلى ذلِكَ جَرَى عَملُ السَّلفِ الصَّالِحِ رَضِي الله تَعالى عَنهُم.