غير مَردُودٍ، إذْ قالَ الله سُبحانه وتعالى: )وَ مَنْ اَرَادَ الۡاٰخِرَۃَ وَسَعٰی لَہَا سَعْیَہَا وَ ہُوَ مُؤْمِنٌ فَاُولٰٓئِکَ کَانَ سَعْیُہُمۡ مَّشْکُوۡرًا ﴿۱۹﴾ ([الإسراء: ١٧/١٩].
مستقبل مشرق
حالُنا اليَوم لِلأسَف نُفكِّرُ كَثيرًا مِن أَجل تَحسينِ مُستَقبلِنا، ونَسعَى جاهِدين لِجَمعِ أَنوَاعِ وَسائِلِ الرَّاحةِ والرَّفاهِيةِ ونُرِيدُ زِيادَةَ رَصِيد حِساباتنا البَنكِيةِ، ونُحاوِلُ أَن تَزدَهِرَ أَعمالُنا التِّجارِيَّةُ ونُخَطِّطُ كَثيرًا لِلمُستَقبلِ مِن أَجلِ تَحقِيقِ الرَّاحةِ الدُّنيوِيَّةِ، لكِن لِلأَسَفِ نَنشَغِلُ عَن إصلاحِ الْمُستَقبلِ الأُخرويِّ ونُسوِّفُ في التَّزوُّدِ لِلآخِرَةِ، بينما لا نَعلمُ كَم مِن الناسِ يَموتُون ويَدْخُلون القُبورَ الْمُظلِمةَ، ثُمَّ يَتحَسَّرُون ويَندَمُون.
إنّما الانشِغالُ بإصلاحِ الْحَياةِ الدُّنيا والتَّعَلّقُ بها، والغَفلَةُ عَن التَّفكِيرِ في الآخرَةِ، وتَركُ مُحاسَبةِ النَّفسِ فيما سَلَفَ مِن الأَعمَال، وعَدمُ العَزمِ عَلى الطَّاعَةِ وَاجْتِناب الْمَعصِيَةِ كُلُّ هذَا.. لَيسَ سِوى خَسارَةٍ وضَرَرٍ، فَالعاقِلُ مَن حاسَبَ نفسَه ووَضَعَ الآخرةَ نُصبَ عَينَيهِ فسَعى لإصلاحِ نَفسهِ، ونَدِمَ عَلى ذُنُوبِه وتَقصِيرِه كما كان يَفعَل أسلافُنا رحمهم الله تعالى.