عنوان الكتاب: أريد إصلاح نفسي

وَانْتِظارُ زَرْعِ الجنَّةِ ببَذْرِ النَّارِ، وطلَبُ دارِ الْمُطيعِين بالْمَعاصِي، وَانتِظارُ الْجَزاءِ بغَيرِ عَمَلٍ، وَالتمَنّي عَلى الله عزَّ وَجلَّ مَع الإفْراطِ:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إنّ السفينة لا تجري على اليَبَس([1])

المصيبة سبب لأخذ العظة والعبرة

تَذكَّرُوا أنَّ الله غَنِيٌّ، أَيْ: مُستَغنٍ عَن كُلِّ ما سِواه وَحاوِلُوا أَن تَفهَمُوا غناهُ هكَذا: ألاَ يُصابُ أحدُكم بمُصِيبَةٍ؟ ألاَ يُصابُ بالْحُمَّى؟ ألاَ يُعانِي مِن قَلَقٍ وضِيْقَةٍ؟ ألَم يُشاهدْ مَناظِر الفَقْرِ وَالبِطالَةِ أبَدًا؟ ألَم تَحصُلْ أيُّ حَوادِثَ؟ ألَم يرَ الْمُعَوَّقِين؟ ألاَ تُذكِّرُ مَصائِبُ الدُّنيا بعُقوباتِ جهَنَّم؟ بالتَّأكِيدِ إنَّ آلامَ الدُّنيا عِبرَةٌ لِأُولِي الأَبْصارِ يَتَذكَّرُون بها عُقُوباتِ جَهنَّمَ، اِعلَمُوا أنَّ الله عزَّ وجلَّ قادِرٌ عَلى أَن يَبتَلِيَ عِبادَه بالأَمراضِ والأَسقامِ والآلامِ والْمَصائِبِ كَذلِك يَقدِرُ أيضًا أَن يُعذِّبَ بنارِ جهنَّمَ.

صلّوا على الحبيب!        صلّى الله تعالى على محمد

 



([1]) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب الخوف والرجاء، ٤/١٧٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30