عنوان الكتاب: أريد إصلاح نفسي

محاسبة غريبة

نَقَلَ حُجَّةُ الإسلامِ سيِّدُنا الإمامُ الغَزاليُّ رحمه الله تعالى: جَلَسَ سيِّدُنا ابنُ الصِّمَّة رحمه الله تعالى يومًا لِيُحاسِبَ نفسَه فعَدَّ عُمرَه فإذا هوَ ابنُ سِتِّين سنَةً فحَسَبَ شُهورَها فإذا هِي سبعُ مِئةٍ وَعِشرُون شهرًا، ثُمَّ حَسَبَ أيّامَها فإذا هي أحدٌ وعِشرُون ألف يومٍ وستُّ مِئة يومٍ، فصَرَخ وقال: يا وَيْلتى ألقَى الْمَلِكَ بأَحَد وعِشرِين ألفَ ذَنب وَستّ مِئة ذَنبٍ؟ فكَيفَ وفي كُلِّ يومٍ ألف ذَنبٍ؟! ثم خرَّ مَغشيًّا عليه فإذا هو ميِّتٌ([1]).

صلّوا على الحبيب!         صلّى الله تعالى على محمد

ليس لدينا أي شعور بالندم ولا خوف من العقوبة

إخوتي الأحباء والأعزاء! تفكَّرُوا وتأمَّلُوا حالَ السَّلفِ الصَّالِح رَحِمَهم الله تعالى كَيفَ كانُوا يتَفَكَّرون في الآخِرَةِ ويُحاسِبُون أنفسَهم ويَشغَلُون أَوقاتَهُم بالطَّاعاتِ والأَعمالِ الصَّالِحَةِ، وعَلى الرَّغمِ مِن كُلِّ ذلِكَ يَعتَبِرُون أَنفُسَهُم عُصَاةً، ويَخشَون رَبَّهم دائمًا، حَتّى إنّ أَرواحَ البَعضِ طارَت خَشيَةً



([1]) ذكره الغزالي في "كيمياء سعادة"، ٢/٨٩١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30