حَصادَ القَمحِ ويَقولُ: إنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ، هَل سَيُحوِّلُ الشَّعيرَ إلَى القَمحِ عِندَ الْحَصادِ؟ هذا يُسمَّى غُرُورًا لا رَجاءً، قَد قالَ الله سُبحانه وتَعالى:)یٰۤاَیُّہَا الْاِنۡسٰنُ مَا غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیۡمِ ۙ﴿۶﴾( [الانفطار: ٨٢/٦]، وقال تعالى:) اِنَّ الَّذِیۡنَ اٰمَنُوۡا وَ الَّذِیۡنَ ہَاجَرُوۡا وَجٰہَدُوۡا فِیۡ سَبِیۡلِ اللہِۙ اُولٰٓئِکَ یَرْجُوۡنَ رَحْمَتَ اللہِؕ وَاللہُ غَفُوۡرٌ رَّحِیۡمٌ﴿۲۱۸﴾( [البقرة: ٢/٢١٨]، فزَرعُ الشَّعِيرِ وَأَملُ حَصَادِ البُـرِّ غُرورُ الشَّيطانِ وَوَسوَسةٌ لِلنَّفسِ، قالَ سيِّدُنا الْحَسنُ البَصرِيُّ رَحِمه الله تَعالى: إنَّ الأَملَ الكاذِبَ صَدَّ بَعضَ الناسِ عَن سَواء السَّبِيلِ وَالأَعمالِ الصَّالِحَةِ وَأَشْغَلَهم عَنها، كَما أنَّ الكَذِبَ مَعصِيةٌ كَذلِكَ الأَمَل الكاذِب مَعصِيَةٌ([1]).
انتظار زرع الجنة ببذر النار
نقَل حجَّةُ الإسلامِ سيِّدُنا الإمامُ الغَزالِيُّ رَحِمه الله تَعالى في إحياء عُلومِ الدِّينِ: قالَ سيِّدُنا يَحيَ بنُ مُعاذ رَضي الله تَعالى عَنه: مِن أَعظَمِ الاغتِرارِ عِندِي التَّمادِي في الذُّنُوبِ مَع رَجَاء العَفوِ مِن غَيرِ نَدامَةٍ، وتَوقُّعُ القُرْب مِن الله تَعالى بغَيرِ طاعَةٍ،