وَلِذلِكَ يتَحمَّلُونَ الْمَشاقَّ والصِّعابَ مِن أَجلِ الدُّنيا، ويَبذُلُونَ الْجُهدَ وَالعَرَقَ في كَسبِ العَيش مِن ثَمانِ ساعات إلَى عَشرِ ساعات أو حتَّى اثنتَيْ عشَرةَ ساعةً يوميًّا لكِن لِلأَسَفِ الشَّديدِ عِندَما يُطلَبُ مِنهُم السَّفرُ في قَوافِلِ الْمَدينَةِ ثَلاثَة أيَّامٍ كُلّ شَهرٍ طلبًا لِلمَغفرَةِ وحِفظًا لِلإيمانِ يَرفُضُونَ الطَّلَبَ ويَقُولُون: لَيس لَدَينا وَقتٌ.
إن الله تعالى غني أي: مستغن عن كل
بالتَّأكِيدِ إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقدِرُ أن يُدخِلَنا الجنَّةَ برَحمَتِه بدُون أيِّ سَببٍ لكِن لا بُدَّ مِنَ الْخَوفِ مِن غنَاه، لأَنَّه إنْ شاء عاقَبَ عَلى ذَنبٍ وَاحِدٍ وأدْخَلَ إلى نارِ جهنَّمَ، وَرَدَ في مُسنَدِ الإمامِ أَحمَد بنِ حَنبَل: «إنّ الله عزّ وجلّ: هؤُلاءِ في الْجَنَّةِ وَلا أُبَالِي وَهؤُلاء في النَّارِ وَلا أُبالِي»([1])، فَعَلى كُلِّ واحِدٍ منَّا أَن يَنوِيَ إصلاحَ نَفسهِ لِوقايَة نَفسه مِن نارِ جَهنَّمَ والدُّخولِ لِجَنَّة الفِردَوسِ، ويُحاوِلَ أَن يَغرِسَ خَشيةَ الله وحبَّ الحبيبِ الْمُصطَفى في نَفسهِ،