| وأنْ يُخِـيلَ الـذي عنَـيْتُ [1] | |
واللهِ! مــا بَـــرّةٌ بــعِــرْســي |
| ولا لـيَ ابنٌ بِـهِ اكتَـنَـيْتُ [2] |
وإنّـمـا لـي فُـنــونُ سِــحــرٍ |
| أبدَعْـتُ فيها وما اقتَدَيتُ [3] |
لمْ يحْكِـها الأصمَـعيُّ فيـمـا |
| حكَى ولا حاكَها الكُمَيتُ [4] |
[1] قوله: [ما خِلْتُ أنْ يستَسِرّ مَكري..إلخ] ½تظنّى¼ حسب, و½خلت¼ حسبت, و½يستسرّ¼ يخفى, و½مكري¼ خداعي, و½يخيل¼ أي: يشكل ويشتبه, يقال: ½لا يخيل ذلك على أحد¼ أي: لا يشتبه ولا يشكل, وقال الليث: كلّ شيء اشتبه عليك فهو مخيل, و½عنيت¼ أردت, يعني: ما حسبت أن يخفى عليك خداعي ويشتبه ما أردت من طلب المال ببيان هذه القصّة. (مغاني, الشريشي بزيادة)
[2] قوله: [واللهِ ما بَرّةٌ بعِرْسي...إلخ] ½العرس¼ الزوجة, و½اكتنيت¼ من الكنية, يقول: والله! ليست برّة التي ذكرت في القصّة بزوجتي ولا لي ابن يقال بسببه: ½يا أبا فلان¼. (الرازي بزيادة)
[3] قوله: [وإنّما لي فُنونُ سِحرٍ...إلخ] ½الفنون¼ الأنواع, واحدها فنّ, و½أبدعت الشيء¼ إذا اخترعته لا على مثال, إنما لي أنواع من سحر البيان أحدثتها ولم أقتد بغيري فيها. (مغاني بزيادة)
[4] قوله: [لمْ يحْكِها الأصمَعيُّ فيما...إلخ] و½يحكها¼ يحدّث فيها, و½حاكها¼ نسجها وقال مثلَها, و½حاك الشاعر الشِّعر¼ أي: وصل بين أجزائه وألّفها, يريد: أنّ الكميت ممّن يصنع الشعر ولا يقوله على طبعه, فلذلك قال: ½حاكها¼, و½الأصمعي¼ هو أبو سعيد عبد الملك بن قُريب, كان عالماً بالشِّعر والغريب والمعاني, وكان كثيرا الحكايات وصاحب روايات, وكان من أهل "البصرة", قبيح المنظر مليح المخبر, وكان حُفَظَةً, حتّى قيل: إنه ما نظر في كتاب مرّة فاحتاج أن ينظر فيه ثانية, ولا نسئ شيئاً حفظه قط, ويروى: أنّ الأصمعي عاش من العمر ثمانيا وثمانين سنة, وتوفي بالبصرة سنة ثلاث عشرة ومائتين, وأمّا ½الكميت¼ فهو الكميت بن زيد بن خنيس, وكان شاعراً متقدّماً عالماً بلغات العرب خبيراً بأيّامها, فصيحاً من شعراء مضر, وكان في أيام بني أميّة ولم يدرك الدولة العباسية بل مات قبلها, و½الكميت¼ الشعراء الثلاثة, ½الكميت بن معروف¼, وهو مخضرم, و½الكميت بن ثعلبة¼ وهو جاهلي, و½الكميت بن زيد¼ وهو إسلامي, وكان أطولهم شعراً, وكلّهم بنو أب من القرابة. ويقال في المثَل: ½أطول من شعر الكميت¼, وكان هذا الكميت مشهور بالتشيّع لبني هاشم, وله قصائد تسمّى ½الهاشميات¼, وهي من أجود شِعرها. (الشريشي, المطرّزي بزيادة)