عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

تَـخِـذتُـهـا وُصـلَـةً إلـى مــا

 

تَجْـنيهِ كَفّي متى اشتَهَيْتُ [1]

ولــوْ تَـعـافَـيـتُـهـا لـحـالَـتْ

 

حالي ولمْ أحْوِ ما حوَيْتُ [2]

فـمـهّـدِ العُـذْرَ أو فـسـامِـحْ

 

إنْ كُنتُ أجرَمْتُ أو جنَيْتُ [3]

ثمّ إنّه ودّعني ومَضى [4], وأوْدَعَ قلْبي جمْرَ الغَضا.

 


 



[1] قوله: [تَخِذْتُها وُصلَةً إلى ما...إلخ] ½تخذتها¼ لغةٌ في اتخذتها, حذفوا ألف الوصل من ½اتّخذ¼ والتاء الأولى الساكنة التي هي فاء الفعل, فبقي ½تخذ¼, ويقال: تخذه واتخذه لنفسه, أي: عمله لنفسه, و½الوصلة¼ ما اتصل بالشيء, و½الوصلة¼ الذريعة والوسيلة, وكلّ شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة, و½تجنيه كفي¼ أي: تجتنيه, يقال: جنى الثمر جنياً واجتناها أي: تناولها من شجرتها. يعني: اتخذت تلك الفنون ذريعةً لاكتساب الدراهم والدنانير متى شئتُ. (مغاني, الشريشي بزيادة)

[2] قوله: [ولوْ تَعافَيتُها لحالَتْ..إلخ] ½تعافيتها¼ أي: كرهتها وتركتها, و½التعافي¼ تفاعل من العفو وهو الترك, وعن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أحفوا الشوارب وأعفوا اللّحى)). و½حالت¼ أي: تغيّرت, و½لم أحو¼ أي: لم أجمع, و½حويت¼ جمعت, يقول: لو تركتُ احتيالي لاكتساب الدراهم والدنانير لَتغيّر حالي ولقلّ مالي. (مغاني, المطرزي)

[3] قوله: [فمهّدِ العُذْرَ أو فسامِحْ...إلخ] ½مهِّد العُذرَ¼ أي: اقبل, و½سامِح¼ أي: تجاوز واعف, و½أجرمت¼ أذنبت لنفسي, و½جنيت¼ أذنبت لغيري, أراد: إن كان عذري بيّناً فاقبله, وإن كنت ظالماً فتجاوز واعف. (الشريشي)

[4] قوله: [ثمّ إنّه ودّعني ومَضى...إلخ] ½ودّع المسافرُ الناسَ¼ أي: حيّاهم عند الرحيل, و½ودّع الناسُ المسافرَ¼ مشَوا معه محيّين له, وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا خرَج أحدُكم إلى سفَر فليُودّع إخوانَه فإنّ الله عزّ وجلّ جاعلٌ له في دُعائِهم البركةَ)), و½أودع الشيء¼ صيّره وديعة, و½الغضا¼ جمع غضاة, وهي شجرة في عودها صلابة, إذا وقع فيه النار يشتعل سريعا ويبقى زمانا, وجمرها لا ينطفئ سريعاً, يقول: ثمّ ودّعني أبو زيد ومضى وأودع في قلبي جمراً من شجر الغضى. (مغاني بزيادة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132