| زيـنَـةِ مـعْـشـوقٍ ولَـوْنِ عــاشِـقِ [1] | |
وحُـبّـهُ عــنــدَ ذَوي الـحَــقــائِــقِ |
| يدْعو إلى ارتِكابِ سُخْطِ الخالِقِ [2] |
لـوْلاهُ لـمْ تُـقْـطَـعْ يَـمـيـنُ سـارِقِ |
| ولا بـدَتْ مَـظْـلِـمَـةٌ مـنْ فـاسِـقِ [3] |
ولا اشْـمــأزّ بـاخِــلٌ مـنْ طــارِقِ |
| ولا شـكا المَمطولُ مطلَ العائِـقِ [4] |
[1] قوله: [يَبدو بِوَصْفَينِ لِعَينِ الرّامِقِ...إلخ] ½الرامق¼ أي: الناظر, وروي: ½الوامق¼ أي: المُحبّ, و½رمقت الشيء¼ أتبعت النظر إليه, وأراد بـ½زينة المعشوق¼ نقوش الدينار وتزيينه, وبـ½لون العاشق¼ صفرته, فالناظر في الدينار يرى في الظاهر زينتَه فيهواه, فيقع على ما وقع عليه باطن العاشق من العذاب والغرام, ويدلّ على ذلك صفرته الظاهرة عليه, وقال ابن ظفر: ½زينة المعشوق¼ غرور مَدْعَاة إلى التهوّر في الغرام, و½لون العاشق¼ دليل على ما أسرّ من شاغف الكلف, فالغافل ينظر من الدينار مثل زينة المعشوق مجرّدة عن عاقبتها فيصيده الهوى, والعاقل ينظر منه إلى لون العاشق فيستدلّ على باطن الجوى. (الشريشي)
[2] قوله: [وحُبّهُ عندَ ذَوي الحَقائِقِ...إلخ] ½ذوي الحقائق¼ يعني أهل الرشد والعلم, والذين ينظرون إلى ما في الدنيا بعين الحقيقة, أي: في اعتقاد أصحاب الحقائق؛ لأنّ لفظ ½عند¼ موضوع للقرب, فيستعمل تارةً في المكان وتارةً في الاعتقاد, وهي منصوبة على الظرف والعامل خبر المبتدأ وهو ½يدعو¼, و½ذوي¼ بمعنى صاحب, يقول: وحبّ الدينار في اعتقاد أصحاب الرشد والعلم يدعو إلى ارتكاب أعمال يستحقّ العبد به غضب الله. (الشريشي, الجوهرية بزيادة)
[3] قوله: [لوْلاهُ لمْ تُقْطَعْ يَمينُ سارِقِ...إلخ] ½مظلِمة¼ الظلم, وبفتح اللام ما تطلبه عند الظالم, وهي ما أُخِذ منك ظلماً, وكسر اللام أَوْجَه في هذا الموضع, و½الفاسق¼ الخارج عن الطاعة إلى ركوب المعصية, أو عن الإيمان إلى الكفر, و½الفسق¼ الخروج عن الطاعة والحقّ, يقول: لولا الدينار ما سرَق السارق فيستوجب قطع يده أو بعض أعضائه ولولاه ما ظهرت المظلمة من الظالم. (الشريشي, الرازي بزيادة)
[4] قوله: [ولا اشْمأزّ باخِلٌ منْ طارِقِ..إلخ] ½اشمأزّ¼ انقبض كراهة للشيء, و½الشمز¼ نفور الشيء مِن الذي يكرهه, قال الله تعالى: ﴿ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ﴾ [الزمر:٤٥], أي: نفرت وانقبضت, و½الباخل¼ البخيل, و½الطارق¼ هو الذي يأتي بالليل, و½المطل¼ التسويف بالعدة والدَّين, وتأخير الحقّ الواجب, يقال: ½مطله حقّه¼ إذا دفعه يوما بيوم, و½الممطول¼ صاحب الدَّين الممنوع عنه, وفي الحديث: ((مطل الغنيّ ظلم)), و½العايق¼ هو المانع, يعني: لولا محبّة ادّخار الذهب لما كره البخيل نزول الضيف عليه ولا ضاق ذَرعاً بطروقه ولا شكا صاحبُ الدين التطويلَ في أداء الدين من المديون. (مغاني بزيادة)