وأُلْـقِـيَ حَـبْـلـي عـلـى غـارِبـي |
| وأسلُكَ مسْلَكَ مَن قَد مَـرَجْ [1] | |
| فـإنْ لامَني القومُ قلتُ اعـذِرُوا |
| فلَيسَ على أعْـرَجٍ مِن حَـرَجْ [2] |
[1] قوله: [أُلْقِيَ حَبْلي على غارِبي...إلخ] ½الغارب¼ مقدّم سنام البعير, و½الحبل¼ هو الذي يُعقل به البعير, فإذا سرَّحوه حلّوا عقالَه وألقوه على غاربه, والمعنى: أذهب حيث أشاء وأفعل ما أريد, ومِن كنايات الطلاق أن يقول الرجل لامرأته: ½حبلُكِ على غاربكِ¼ أي: خلّيت سبيلكِ فاذهبي حيث شئتِ, فإنْ نوى به الطلاق طلقت امرأته وإلاّ فلا, و½أسلك¼ أي: أدخُل, و½المسلك¼ الطريق, و½مرَج¼ أي: خلط, يعني: أنه سلك طريق من يخلط الصلاح بالفساد والضلالة بالرشاد, والجدّ بالهزل والحقّ بالباطل. (مغاني, الرازي)
[2] قوله: [فإنْ لامَني القومُ قلتُ اعذِرُوا...إلخ] ½اعذروا¼ اقبَلوا عُذري, يقال: ½عذَرتُ فلانا¼, إذا جعلته معذوراً, و½مِن¼ زائدة, و½الحرج¼ إ ثم, يقول: فإن لامني القوم على ما يقع مني من الخَلْط بين الجدّ والهَزْل قلت لهم: اقبلوا عذري وارفعوا عنّي العتاب والملامة, وفي قوله: ½فليس على أعرج من حرج¼ تلميح إلى الآية, قال الله تعالى: ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ﴾ [الفتح:١٧]. (الجوهرية)