مَرْقَاهُ ۞ وَتَدَلَّتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْجُمُ الزُّهْرِيَّةُ، وَاسْتَنَارَتْ بِنُوْرِهَا وِهَادُ الْحَرَمِ وَرُبَاهُ ۞ وَخَرَجَ مَعَهُ نُوْرٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ الشَّامِ الْقَيْصَرِيَّةُ، فَرَآهَا مَنْ بِبِطَاحِ مَكَّةَ دَارُهُ وَمَغْنَاهُ ۞ وَانْصَدَعَ الْإيْوَانُ بِالْمَدَائِنِ الْكِسْرَوِيَّةِ الَّذِيْ رَفَعَ أَنُوْ شَرَوَانَ[1] سَمْكَهُ وَسَوَّاهُ ۞ وَسَقَطَ أَرْبَعٌ وَعَشْرٌ مِنْ شُرُفَاتِهِ الْعُلْوِيَّةِ وَكُسِرَ مُلْكُ كِسْرٰى لِهَوْلِ مَا أَصَابَهُ وَعَرَاهُ ۞ وَخَمَدَتِ النِّيْرَانُ الْمَعْبُوْدَةُ بِالْمَمَالِكِ الْفَارِسِيَّةِ لِطُلُوْعِ بَدْرِهِ الْمُنِيْرِ وَإِشْرَاقِ مُحَيَّاهُ۞ وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَكَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَقُمٍّ مِنَ الْبِلَادِ الْعَجَمِيَّةِ، وَجَفَّتْ إِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا الثَّجَّاجِ يَنَابِيْعُ هَاتِيْكَ الْمِيَاهِ ۞ وَفَاضَ وَادِي سَمَاوَةَ وَهِيَ مَفَازَةٌ فِيْ فَلَاةٍ وَبَرِّيَّةٍ لَمْ يَكُنْ بِهَا مِنْ قَبْلُ مَاءٌ يَنْقَعُ لِلظَّمْآنِ اللَّهَاةِ ۞ وَكَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوْفِ بِالْعِرَاصِ الْمَكِّيَّةِ، وَالْبَلَدِ الَّذِيْ لَا يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَلَا يُخْتَلـٰى خَلَاهُ ۞ وَاخْتُلِفَ فِيْ عَامِ وِلَادَتِهِ وَفِيْ شَهْرِهَا وَفِيْ يَوْمِهَا عَلـٰى أَقْوَالٍ لِلْعُلَمَاءِ مَرْوِيَّةٍ، وَالرَّاجِحُ أَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرِ يَوْمِ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيْ عَشَرَ شَهْرِ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيْلِ الَّذِيْ صَدَّهُ اللهُ تَعَالـٰى عَنِ الْحَرَمِ وَحَمَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ
بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَأَرْضَعَتْهُ أُمُّهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ الَّتِيْ أَعْتَقَهَا أَبُوْ لَهَبٍ حِيْنَ وَافَتْهُ عِنْدَ مِيْلَادِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِبُشْرَاهُ ۞ فَأَرْضَعَتْهُ مَعَ ابْنِهَا مَسْرُوْحٍ وَأَبِيْ سَلَمَةَ