عنوان الكتاب: مولد البرزنجي

وَهِيَ بِهِ حَفِيَّةٌ، وَأَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ الَّذِيْ حُمِدَ فِيْ نُصْرَةِ الدِّيْنِ سَرَاهُ ۞ وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ هِيَ بِهَا حَرِيَّةٌ إِلـٰى أَنْ أَوْرَدَ هَيْكَلَهَا رَائِدُ الْمَنُوْنِ الضَّرِيْحَ وَوَارَاهُ ۞ قِيْلَ: عَلـٰى دِيْنِ قَوْمِهَا الْفِئَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقِيْلَ: أَسْلَمَتْ، أَثْبَتَ الْخِلَافَ ابْنُ مَنْدَةَ وَحَكَاهُ ۞ ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ الْفَتَاةُ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ وَكَانَ قَدْ رَدَّ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ[1] ثَدْيَهَا لِفَقْرِهَا وَأَبَاهُ ۞ فَأَخْصَبَ عَيْشُهَا بَعْدَ الْمَحْلِ قَبْلَ الْعَشِيَّةِ، وَدَرَّ ثَدْيَاهَا بِدُرِّ دَرٍّ أَلْبَنَهُ الْيَمِيْنَ مِنْهُمَا وَألْبَنَ الْآخَرَ أَخَاهُ ۞ وَأَصْبَحَتْ بَعْدَ الْهُزَالِ وَالْفَقْرِ وَالهُوَالِ غَنِيَّةً، وَسَمِنَتِ الشَّارِفُ لَدَيْهَا وَالشِّيَاهُ ۞ وَانْجَابَ عَنْ جَانِبِهَا كُلُّ مُلِمَّةٍ وَرَزِيَّةٍ، وَطَرَّزَ السَّعْدُ بُرْدَ عَيْشَهَا الْهَنِيِّ وَوَشَاهُ ۞

عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ

(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)

وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّةٍ فَقَامَ عَلـٰى قَدَمَيْهِ فِيْ ثَلَاثٍ، وَمَشٰى فِيْ خَمْسٍ، وَقَوِيَتْ فِيْ تِسْعٍ مِنَ الشُّهُوْرِ بِفَصِيْحِ النُّطْقِ قُوَاهُ ۞ وَشَقَّ الْمَلَكَانِ صَدْرَهُ الشَّرِيْفَ لَدَيْهَا وَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً دَمَوِيَّةً وَأَزَالَا مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَبِالثَّلْجِ غَسَلَاهُ ۞ وَمَلَآهُ حِكْمَةً وَمَعَانِيَ إِيْمَانِيَّةً ثُمَّ خَاطَاهُ وَبِخَاتَمِ النُّـبُوَّةِ خَتَمَاهُ وَوَزَنَاهُ ۞ فَرَجَحَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ أُمَّةِ الْخَيْرِيَّةِ وَنَشَأَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلـٰى أَكْمَلِ الْأَوْصَافِ مِنْ حَالِ


 



[1] في نسخة "ظ": (كُلُّ الْقَوْمِ).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24