عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ
بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
ثُمَّ مَرَّ بِقُدَيْدٍ عَلـٰى أُمِّ مَعْبَدٍ اَلْخُزَاعِيَّةِ وَأَرَادَ ابْتِيَاعَ لَبَنٍ أَوْ لَحْمٍ مِنْهَا فَلَمْ يَكُنْ خِبَاؤُهَا لِشَيْءٍ مِنْ ذٰلِكَ قَدْ حَوَاهُ ۞ فَنَظَرَ إِلـٰى شَاةٍ فِي الْبَيْتِ قَدْ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الرَّعِيَّةِ فَاسْتَأْذَنَهَا فِيْ حَلْبِهَا فَأَذِنَتْ وَقَالَتْ: لَوْ كَانَ بِهَا حَلَبٌ لَأَصَبْنَاهُ ۞ فَمَسَحَ الضَّرْعَ مِنْهَا وَدَعَا اللهَ مَوْلَاهُ وَوَلِيَّهُ فَدَرَّتْ وَحَلَبَ وَسَقٰى كُلاًّ مِنَ الْقَوْمِ وَأَرْوَاهُ ۞ ثُمَّ حَلَبَ وَمَلَأَ الْإِنَاءَ وَغَادَرَهُ لَدَيْهَا آيَةً جَلِيَّةً وَجَاءَ أَبُوْ مَعْبَدٍ وَرَأَى اللَّبَنَ فَذَهَبَ بِهِ الْعَجَبُ إِلـٰى أَقْصَاهُ ۞ وَقَالَ: أَنّـٰى لَكِ هٰذَا وَلَا حَلُوْبَ فِي الْبَيْتِ تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ لِبَنِيَّةٍ؟! فَقَالَتْ: مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَذَا وَكَذَا جُثْمَانُهُ وَمَعْنَاهُ ۞ فَقَالَ لَهَا: هٰذَا صَاحِبُ قُرَيْشٍ وَأَقْسَمَ بِكُلِّ أَلِيَّةٍ بِأَنَّهُ لَوْ رَآهُ لَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ وَدَانَاهُ ۞ وَقَدِمَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِيْنَةَ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيْ عَشَرَ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ[1] وَأَشْرَقَتْ بِهِ أَرْجَاؤُهَا الزَّكِيَّةُ وَتَلَقَّاهُ الْأنْصَارُ وَنَزَلَ بِقُبَاءَ وَأَسَّسَ مَسْجِدَهَا عَلـٰى تَقْوَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ
بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْمَلَ النَّاسِ خَلْقًا وَخُلُقًا ذَا ذَاتٍ وَصِفَاتٍ سَنِيَّةٍ، مَرْبُوعَ الْقَامَةِ، أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشَرَّبًا بِحُمْرَةٍ وَاسِعَ الْعَيْنَيْنِ أَكْحَلَهُمَا، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ قَدْ مُنِحَ الزَّجَجَ حَاجِبَاهُ ۞ مُفَلَّجَ الْأَسْنَانِ، وَاسِعَ الْفَمِ حَسَنَهُ، وَاسِعَ