وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الرِّجَالِ: أَبُوْ بَكْرٍ صَاحِبُ الْغَارِ وَالصِّدِّيْقِيَّةِ وَمِنَ الصِّبْيَانِ: عَليٌّ، وَمِنَ النِّسَاءِ: خَدِيْجَةُ الَّتِيْ ثَبَّتَ اللهُ تَعَالَى بِهَا قَلْبَهُ وَوَقَاهُ ۞ وَمِنَ الْمَوَالِي: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَمِنَ الْأَرِقَّاءِ: بِلَالٌ اَلَّذِيْ عَذَّبَهُ فِي اللهِ أُمَيَّةُ وَأَوْلَاهُ مَوْلَاهُ أَبُوْ بَكْرٍ مِنَ الْعِتْقِ مَا أَوْلَاهُ ۞ ثُمَّ أَسْلَمَ عُثْمَانُ وَسَعْدٌ وَسَعِيْدٌ وَطَلْحَةُ وَابْنُ عَوْفٍ وَزُبَيْرُ بْنِ عَوَّامٍ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ[1] وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ أَنْهَلَهُ الصِّدِّيْقُ رَحِيْقَ التَّصْدِيْقِ وَسَقَاهُ ۞ وَمَا زَالَتْ عِبَادَتُهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ مَخْفِيَّةً حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ: ﴿فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ﴾ [الحجر: ٩٤] فَجَهَرَ بِدُعَاءِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ حَتَّى عَابَ آلِهَتَهُمْ وَأَمَرَ بِرَفْضِ مَا سِوَى الْوَحْدَانِيَّةِ فَتَجَرَّؤُوْا عَلـٰى مُبَارَزَتِهِ بِالْعَدَاوَةِ وَأَذَاهُ ۞ وَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ الْبَلَاءُ، فَهَاجَرُوْا فِيْ سَنَةِ خَمْسٍ إِلَى النَّاحِيَةِ النَّجَاشِيَّةِ وَحَدِبَ عَلَيْهِ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ فَهَابَهُ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ وَتَحَامَاهُ ۞ وَفُرِضَ عَلَيْهِ قِيَامُ بَعْضِ السَّاعَاتِ اللَّيْلِيَّةِ[2] ثُمَّ نُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالـٰى: ﴿ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ﴾ [المزمل: ٢٠] وَفُرِضَ عَلَيْهِ رَكْعَتَانِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَانِ بِالْعَشِيَّةِ ثُمَّ نُسِخَ بِإِيْجَابِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِيْ لَيْلَةِ مَسْرَاهُ ۞ وَمَاتَ أَبُوْ طَالِبٍ فِيْ نِصْفِ شَوَّالٍ مِنْ عَاشِرِ الْبِعْثَةِ وَعَظُمَتْ بِمَوْتِهِ الرَّزِيَّةُ وَتَلَتْهُ خَدِيْجَةُ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَشَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ عُرَاهُ ۞