عَزْمٍ وَحُسْنِ طَوِيَّةٍ؛ فَاِنَّهُ مِمَّنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالـٰى بِالنُّـبُوَّةِ وَاجْتَبَاهُ ۞ ثُمَّ عَادَ إِلـٰى مَكَّةَ فَرَأَتْهُ خَدِيْجَةُ مُقْبِلًا وَهِيَ بَيْنَ نِسْوَةٍ فِيْ عِلِّـيَّةٍ وَمَلَكَانِ عَلـٰى رَأْسِهِ الشَّرِيْفِ مِنْ ضَحِّ الشَّمْسِ[1] قَدْ أَظَلَّاهُ ۞ وَأَخْبَرَهَا مَيْسَرَةُ بِأَنَّهُ رَأَى ذٰلِكَ فِي السَّفَرِ كُلِّهِ وَبِمَا قَالَهُ الرَّاهِبُ[2] وَأَوْدَعَهُ لَدَيْهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ، وَضَاعَفَ اللهُ فِيْ تِلْكَ التِّجَارَةِ رِبْحَهَا وَنَمَّاهُ ۞ فَبَانَ لِخَدِيْجَةَ بِمَا رَأَتْ وَسَمِعَتْ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ تَعَالـٰى إِلَى الْبَرِيَّةِ الَّذِيْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالـٰى بِقُرْبِهِ وَاصْطَفَاهُ ۞ فَخَطَبَتْهُ لِنَفْسِهَا الزَّكِيَّةِ لِتَشُمَّ مِنَ الْإِيْمَانِ بِهِ طِيْبَ رَيَّاهُ ۞ فَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْمَامَهُ بِمَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ هذِهِ الْبَرَّةُ التَّقِيَّةُ فَرَغِبُوْا فِيْهَا لِفَضْلٍ وَدِيْنٍ وَجَمَالٍ وَمَالٍ وَحَسَبٍ، كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ يَهْوَاهُ ۞ وَخَطَبَ أَبُوْ طَالِبٍ وَأَثْنٰى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ تَعَالـٰى بِمَحَامِدَ سَنِيَّةٍ، وَقَالَ: وَهُوَ وَاللهِ بَعْدُ لَهُ نَبَأٌ عَظِيْمٌ[3] يُحْمَدُ فِيْهِ مَسْرَاهُ ۞ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبُوْهَا وَقِيْلَ: عَمُّهَا وَقِيْلَ: أَخُوْهَا لِسَابِقِ سَعَادَتِهَا الْأَزَلِيَّةِ، وَأَوْلَدَهَا كُلَّ أَوْلَادِهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الَّذِيْ بِاسْمِ الْخَلِيْلِ سَمَّاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ
بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)