عنوان الكتاب: مولد البرزنجي

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللهِ.

عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ

(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)

وَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالـٰى إِبْرَازَ حَقِيْقَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَإِظْهَارَهُ جِسْمًا وَرُوْحًا بِصُوْرَتِهِ وَمَعْنَاهُ، نَقَلَهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ آمِنَةَ الزُّهْرِيَّةِ وَخَصَّهَا الْقَرِيْبُ الْمُجِيْبُ بِأَنْ تَكُوْنَ أُمًّا لِمُصْطَفَاهُ ۞ وَنُوْدِيَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِحَمْلِهَا لِأَنْوَارِهِ الذَّاتِيَّةِ، وَصَبَا كُلُّ صَبٍّ لِهُبُوْبِ نَسِيْمِ صَبَاهُ ۞ وَكُسِيَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ طُوْلِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلًا سُنْدُسِيَّةً وَأَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَأَدْنَى الشَّجَرُ لِلْجَانِيْ جَنَاهُ ۞ وَنَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَابَّةٍ لِقُرَيْشٍ بِفِصَاحِ الْأَلْسُنِ الْعَرَبِيَّةِ، وَخَرَّتِ الْأَسِرَّةُ وَالْأَصْنَامُ عَلَى الْوُجُوْهِ وَالْأَفْوَاهِ وَتَبَاشَرَتْ وُحُوْشُ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَدَوَابُّهَا الْبَحْرِيَّةُ، وَاحْتَسَتِ الْعَوَالِمُ مِنَ السُّرُوْرِ كَأْسَ حُمَيَّاهُ ۞ وَبَشَّرَتِ الْجِنُّ بِإِظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتُهِكَتِ الْكَهَانَةُ وَرَهِبَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ وَلَهِجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حَبْرٍ خَبِيْرٍ، وَفِيْ حِلـٰى حُسْنِهِ تَاهٍ ۞ وَأُوْتِيَتْ أُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا: إِنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ الْعَالَمِيْنَ وَخَيْرِ الْبَرِيَّةِ، وَسَمِّيْهِ إِذَا وَضَعْتِيْهِ: مُحَمَّدًا؛ فَإِنَّهُ[1] سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ ۞

عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ

بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ

(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)

وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ شَهْرَانِ عَلـٰى مَشْهُوْرِ الْأَقْوَالِ الْمَرْوِيَّةِ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ


 



[1] في نسخة "ظ": (لِأَنَّهُ).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24