عنوان الكتاب: أهمية الوقت

بهذه الأحاديث، ويستيقظوا مِن أوقات اللهو والغفلة، ولو اغتنموا هذه الأوقات بالصلوات والصيام، وذكر الله تعالى وحمده، والتقرُّب إليه بفعل الطاعات، وفي الصلاة على النَّبيِّ ومدحه، وفي خدمة الوالدين، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الاستعداد للقبر والآخرة، وفي تربية الأولاد وتحصيل العلم وفي نحو ذلك مِن الأمور النافعة، لكان خيرًا لهم في الدنيا والآخرة.

صلوا على الحبيب!             صلى الله على سيدنا محمد

إخوتي الأعزّاء! اعلموا أنّ الوقت نعمةٌ عظيمةٌ، وسيُسأل العبادُ عنه كيف قضوه وأمضوه؟ كما أنّهم سيُسألون عن أعمارهم فيما أفنوها به وكيف مضت؟ كما سيُسألون أيضًا عن النعم الأخرى التي أنعم الله بها عليهم، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ثُمَّ لَتُسَۡٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ ٨ [التكاثر: ۸].

يقول العلّامة محمّد نعيمُ الدين المُراد آبادي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: أي: عمّا أنعمَ اللهُ تعالى به عليكم مِن الصّحّةِ والفَراغِ والأمنِ وغيرِ ذلك مِن النِّعَمِ الَّتي تَتلَذَّذُونَ بها في الدُّنيا، فيُسأَلُ العبدُ عنها: فيما أنفقَها؟ وهل شَكَرَ الله عليها؟ وسيُعَذَّبُ على كُفرَانِ النِّعمَةِ[1].


 

 



[1] "نور العرفان"، ص ۹۶۶، [التكاثر: ۸]، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32