وعن سيّدنا أبي برزةَ الأسلمي رضي الله تعالى عنه، عن النَّبيِّ ﷺ قال: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ؟»[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
أيُّها الأحبّة! الوقت والزمن شيءٌ غالي وثمين جدًّا وإِنْ كان هو مشتملًا على ثلاثة أحرف فحسب، زمن أو وقت لكنْ لا يستطيع أحدٌ أنْ يشتريه ولا أنْ يجمعه ويكنزه، وهو دائم في المضي، لا يتوقَّف ولا يرجع إلى الوراء ولا يبالي بالناس، فهو يمرُّ مرَّ السحاب، وله أهمية كُبرى ودور بارز في تقدُّم الأمم وتأخّرها، فالأمم التي تقدره وتغتنمه وتنظَّمه وتستفيد منه، فسيحالفها التقدُّم والرقي وتفتح لها أبواب التطوُّر والنهوض على مصاريعها، وأمَّا الأمم والأقوام التي تضيِّع أوقاتها الثمينةَ ولا تهتمُّ بها فهي تعيش عيشة العبيد والخدم، ويدفعها ضياع الوقت إلى قعر المذلَّة والهوان بل ويصل بها حال إلى الهلاك حتَّى لا يبقى لها أثر، ولو قارنّا حياتنا بحياة سلفنا الصالحين رحمهم الله تعالى من حيث الوقت لوجدنا فرقًا واضحًا وبونًا شاسعًا بين حياتنا وحياتهم، ولَسوف نكون