على عضويك ،كأنْ تأخذ قطعة حجر فتمرّها على وجهك وذراعيك ناويًا مستوعبًا، وبالجملة تفعل ما بنفسه يقع إمساس بين الصعيد والمحلّ.
وأقول: وهذا الوجه الأخير الذي زدته، وإنْ لم يذكروه معلوم أجزاءه قطعًا، لوجود امتثال قوله عزّ وجلّ: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ﴾ [المائدة: ۵/۶]، هذا كلّه في الثاني، أمّا الأوّل أعني: وجد أنّه متّصلًا ففيه صورتان:
الأولى: أنْ تجده على عضويك فقط لا ورائهما، كغبار ساكن وقع عليهما بإلقاء الريح، كما في الفرع الأوّل، أو بفعل منك كهدم أو كنس أو كيل أو ذر أو ضرب به أو نفض ثوب، كما في الفرع الثاني والسادس والتاسع والعاشر، كلّ ذلك إذا أردت التيمّم بما بقي منه على عضويك بعد سكونه، أو لم يثر غبارًا في الذرّ، بل نزل على العضو فسكن.
والثانيّة: أنْ تجد له ثخنًا كثيرًا حول أعضائك، كأن تكون مختبيًا في رمل، أو يهجم غبار بهبوب ريحٍ، أو أثارة منك بهدم وغيره، ولو بذرٍّ مثيرٍ فتجد غبارًا ثائرًا مرتفعًا غير منقطع، أحاط بعضويك فتريد التيمم به قبل سكونه، كما في الفرع الخامس، ومنه السابع والثامن، ففي هاتين، وإنْ وجد الاتّصال بين الصعيد والعضوين لكن ليس بفعلك للتيمّم، بل إمّا لا فعل لك فيه كما في القاء الريح، وارتفاع الغبار بانهدام الجدار، أو كان فعلك في تحريكه، ثم وصوله إلى عضويك بطبعه كما في الهدم والكنس والكيل والذرّ والضرب اليد والنفض الثوب، أو وصل بفعلك لا للتيمّم كما في صورة