عنوان الكتاب: نماذج من حياء السلف الصالح

العديد مِن المناسبات نحو أيّام العيد السعيد ويوم اسْتقلال الدولة وعيد ميلاد الطفل وغير ذلك.. فازْداد الفحش وقلَّ الحياء، وهكذا تظهر النّساء بزينتهنّ في الشوارع والأماكن أمام الرجال الأجانب بل يتعمّدن التبرّج وإظهار المفاتن أمام الرجال، حتّى صار مِن الصعب جدًّا على الملتزم أنْ ينقذ نفسه مِن مشاهد الفحش والتبرّج والمحرّمات المنتشرة في كلّ مكانٍ سواء كان السفر في الباص أو القطار أو في الطائرة، فاللّهمّ احْفظ إيماننا واحْفظ ألسنتنا وأعيننا وآذاننا وسائر أعضائنا مِن المعاصي، آمين يا ربّ العالمين.

نعمة العين قد تسبّب النقمة

كان سيدنا يونس بن يوسف رحمه الله تعالى مِن خيار النّاس، فأقبل ذات يومٍ وهو رائحٌ من المسجد، فلقيتْه امرأةٌ فوقع في نفسِه منها، فقال: اللّهمّ إنّك جعلتَ لي بصري نعمة، وقد خشيتُ أنْ يكون عليَّ نقمة فاقْبضه إليك، فعمي[1].

أيها الأحبة الكرام! هذه حكايةٌ عجيبةٌ في صيانة السلف الصالح رحمهم الله تعالى لأنفسهم، كانوا أهل حياء وحشمة لدرجة أنّهم إذا وقع بصرُهم على امرأةٍ دون قصدٍ صرفوا وغضّوا مِن أبصارهم فورًا وتابوا إلى الله واستغفروه، ولكنْ للأسف الشديد! هناك كثيرٌ مِنَ


 

 



[1] "عيون الحكايات"، الحكاية السابعة والأربعون بعد المائة، ص ۱۶۵.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34