قلق غريب وتتغلّب عليه رغبات وشهوات وخواطر نفسيّة، فيقع في المخالفات وارْتكاب المعاصي المهلكة إرضاءً لنفسه، وهيّا مرّة أخرى لنستمع إلى نماذج عظيمة مِن حياء السلف الصالحين رحمهم الله.
عن حميد بن هلال رحمه الله تعالى قال: كان سيّدنا الأسود بن كلثوم رحمه الله تعالى إذا مشى نظر إلى قدميه، ودور النّاس إذ ذاك فيها تواضع، -يعني: أنّها منخفضة عن الطريق- فعسى أنْ يفاجأ النسوة، فيقول بعضُهنّ لبعضٍ: كلّا! إنّه الأسود بن كلثوم، إنّه لا ينظر[1].
لن أرفع بصري إلى الأعلى
يُروى عن سيّدنا مجمّع رحمه الله تعالى -وهو أحد الصالحين- أنّه رفع رأسه إلى السطح فوقع بصره على امرأةٍ، فجعل على نفسه أنْ لا يرفع رأسه إلى السّماء ما دام في الدنيا[2].
أيها الأحبة! إنّ الحياء خلقٌ عظيمٌ للغاية، ولكن مع الأسف كثرتْ وتنوّعتْ مظاهر نزع الحياء بين النّاس في عصرنا هذا، فمِنْ خلال الهاتف المحمول والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يقيمون علاقات محرّمة، ويضيّعون آخرتهم ويخسرون الخسارة العظمى، ولا يكتفون بالتحدّث بل يتبادلون الصور، ويسمعون الأغاني والمعازف في